هُزِم العرب عام 1967 بعد الحرب التي شنّتها إسرائيل، على ثلاث من دول جوارها العربي، دامت هذه الحرب ستة أيّام وكان من نتائجها خسائر بشريّة ومادّيّة هائلة، واحتلال أجزاء واسعة من الأراضي العربيّة، وتدمير أغلبيّة العتاد العسكريّ العربيّ، ولاشكّ أنّ هذا التاريخ كان مفصليًّا واستطاع أنّ يُغيّر مسار ومصير المنطقة العربيّة.
قدّمت إسرائيل في هذا التاريخ إلى العرب ورقة نعوتهم حاملة نضال شعوبهم ضدّ الإستعمار، الإختلاف الأساسي بين الجيوش في حرب 1967، يكمُن في قدرات الجيش الإسرائيلي التي تعتمد على السلاح والعتاد الغربي، على عكس الجيوش العربيّة الثلاثة التي تعتمد ما عدا الجيش الأردني، على السلاح السوفياتي.
حُمِّل الرئيس السوري الراحل، حافظ الأسد، مسؤوليّة هذه الهزيمة التي تُعتبرُ إيديولوجيّة، لاسيّما وأنّه كان وزيرًا للدفاع وفي خضم الصراع بين أجنحة البعث على الحكم كان مُنهمكًا بإقالة آلاف الضباط السنّة أكثر من إنشغاله بالعدوان الإسرائيلي.
وصُعِق الشعب السوري بعد الهزيمة التي طالته خصوصًا وأنّه إكتشف أنّ ثمّة مُقايدة تمّت بين جانب النظام والجانب الإسرائيلي، مُقابل مُباركة إسرائيليّة لإنقلاب الأسد عام 1970 واستيلائه على الحُكِم واستمرار سيطرته عليها من ثمّ توريثها إلى إبنه حتى اليوم.
وكشفت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيليّة، في تقريرٍ لها عن دخول القوات الإسرائيليّة هضبة الجولان بعد إنسحاب القوات السوريّة منها، فلم يستغرق إحتلالها سوى ساعات وجيزة، والشهود من الصف القيادي العسكري والسياسي في تلك الآونة وما تلاها إعترفوا بـِ أوامر بعدم القتال، بينما كانت الطائرات الإسرائيليّة تُدمّر وتقصف الطائرات المصريّة.
وعلى أثر ذلك، سخر الباحث الإسرائيلي في الشأن السوري إيال زيسر، قائلًا:" نحن تعودنا دائمًا أن تذيع بعض الإذاعات العربيّة بلاغات عن إنتصارات لم تحصل، البيان هذه المرّة كان عن هزيمة لم تحصل بعد".
واعتمد النظام خلال تلك الفترة، سياسة التعتيم لاسيّما بعد الصفقة التي باع بموجبها الجولان، وطغت العناوين السياسية على "ممانعة" و "مقاومة".
وتكمنُ حقيقة حدوث تلك الصفقة، ما صرَّح به رامي مخلوف في بداية الثورة عام 2011 ، لصحيفة نيويورك تايمز:"حيث قال إن استقرار اسرائيل مرتبط باستقرار نظام آل الأسد في دمشق".