أدى الإعتراف الرسمي، يوم أمس الإثنين بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، إلى ردود فعل دولية مستنكرة للقرار الأميركي والذي وقعه الرئيس دونالد ترامب خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو كاعترافاً رسمياَ بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، لتغدو الجولان اهمية استرايجية من جهة، وبُعداً سياسياً من جهة أخرى.
البعد السياسي
اعتبر الكثيرون ان القرار الأميركي شكل "إنجازاً لنتانياهو في معركته الانتخابية التي يسعى فيها لولاية رابعة، لما تتمتع به هذه الهضبة من أهمية استراتيجية ومائية" وفق ما أشار موقع "سكاي نيوز".
ومن جهتهم، اعتبر خصوم رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي تغريدة ترامب دعماً لنتانياهو في الانتخابات المقبلة.
كما وأشار بعض الخبراء إلى "أن تحرك ترامب عبارة عن محاولة للتخلص من قضية شائكة بخصوص خطته للسلام في الشرق الأوسط، إلى جانب سعيه للحصول على أصوات اليهود الأميركيين ودعمهم له".
الموقع الإستراتيجي
تحظى هضبة الجولان التي احتلها العدو الإسرائيلي خلال حرب حزيران 1967، بأهمية استراتيجية لافتة نظراً لموقعها الجغرافي، بحيث تطل على شمالي فلسطين التاريخية ومناطق في الأردن ولبنان، كما أنها لا تبعد كثيراً عن العاصمة السورية دمشق، وتقدر مساحة مرتفعات الجولان بحوالي 1800 كيلومتر مربع، يخضع ثلثاها للسيطرة الإسرائيلية.
وتعتبر هذه الهضبة غنية بالموارد الطبيعية وابرزها:
- مصدر رئيسي للمياه لمنطقة قاحلة، إذ تتساقط مياه الأمطار من مرتفعات الجولان في نهر الأردن، وتوفر المنطقة ثلث إمدادات المياه الإسرائيلية.
- أرض زراعية خصبة، حيث يشتهر أهلها من العرب السوريين، بزراعة التفاح، في حين تستغلها إسرائيل في زراعة العنب من أجل إنتاج النبيذ.
أما عسكرياً وبالنسبة لإسرائيل، فإن "الجولان تمثل موقعاً ممتازاً لمراقبة التحركات السورية، كما أن تضاريسها تشكل عازلاً طبيعياً ضد أي قوة دفع عسكرية من سوريا" وفق ما أشار الموقع.
مضيفاً أنه "باحتلال إسرائيل لها، أصبح الجيش الإسرائيلي مسيطراً على كل الأماكن التي تطل عليها الهضبة، وصولاً إلى دمشق التي تبعد عنها 60 كيلومترا فقط".