لا تتوقف ألسن الممانعين عن التصريحات الغوغائية والتي تنعي فيها أميركا وتنهي دورها في العالم نتيجة لربح محور الممانعة وتغلبه على المشروع الأميركي – الصهيوني – العربي وهذا ما دفع بأميركا إلى عملية انتحار دائم ومستمر وتقهقر وتدكرب من الأعلى الى الأسفل.
من سورية إلى بيروت فالعراق إلى من ينطقون بعربية "مكسرة" في روسيا ثمّة منشور واحد وخطاب واحد ولغة واحدة تنعي أميركا وحلفاءها وتحيي محور الممانعة الذي بات يشكل توازناً جديداً في العالم والبعض من هؤلاء الأشاوس يضم من يحب إلى هذا المحور فتارة يتسقدم فنزويلا وتارة يستأخرها خوفاً من سقوطها بيد أميركا وهناك من يستحضر الصين وكوريا والهند وهناك من يزُم المحور فيطرد منه الزوائد التي لا علاقة لها بهذا المحور ويقف عند حدود ايران كقيادة فعلية لأطراف محدودة في هذا المحور وهناك من يبقي روسيا في طليعة محور المقاومة دون خجل من دور روسيا الأساسي في حفظ أمن اسرائيل ودون الانتباه إلى مقاوم ليس ضدّ العدو الاسرائيلي بل ضدّ من يهدّد أمن اسرائيل يعني هناك خلل منهجي في تفكير بعض من يشحذون السنتهم فقط دفاعاً عن محور الممانعة ونعياً لنهاية أميركا و "اسرائيل".
إقرأ أيضًا: ما الفرق بين بوتين وبوتفليقة؟
كل دول محور الممانعة تعاني من أزمات اقتصادية خانقة ومن مشكلات اجتماعية وسياسية فإيران دولة منهوكة نتيجة التزاماتها خارج الحدود وأضافت الضغوطات الأميركية عليها أعباءً جديدة جعلت من دولة ثرية دولة بمواصفات الدول الفقيرة وباتت أسيرة سياسات اقتصادية لا تلجأ اليها الاّ المافيات في اعتماد الطرق الغير شرعية بالمعيار الدولي للتخفيف من حدّة العقوبات الأميركية وتستخدم العراق لفك عزلتها الاقتصادية.
كما أن العراق ورغم ثروته النفطية يردح تحت خط الفقر بنسبة عالية من نسب المجموعات البشرية التي تعتاش على جوعها كما هي أحوال دول الفقر من مثل الصومال والسودان، والعراق مكبل بأزمات لا حصر لها داخل المكونات العراقية وداخل كل مكون عراقي مما يعني أن العراق كيّ يستقيم يحتاج إلى إعادة تفكيك مستمر ومن ثم تركيب مستمر ليصل إلى الاستقرار المطلوب وكي يصبح دولة بمعايير الدول الغير النامية.
لا مجال لاستعراض الوضع السوري فسقوط الدولة ونهاية السلطة الوطنية بعد أن أصبح ورقة بيد روسيا لا تنفع كل هذه التبجيلات التي تصدح بها الحناجر الموالية لنظام غير قادر على فعل أيّ شيء على المستويات الوطنية.
إقرأ أيضًا: بولا يعقوبيان وتيّار البواخر
وآذا ما وضعنا روسيا في هذا المحور كما يريد البعض فهي ليست بأفضل حال من ايران والعراق اقتصادياً فهي متعبة اقتصادياً وزادت العقوبات الأميركة والأوروبية أعباءً جديدة على وضعها الاقتصادي السيء والمزري ويكفي النظر الى بؤس الأكثرية الروسية جرّاء السياسات المعتمدة والتي أدّت إلى الاعلان المباشر عن تدني حالات التأييد لبوتين وهذا ما دفعه الى الاعلان عن خطوات جدية لتحسين شروط الحياة للمواطن الروسي.
يقف ترامب ويقول بأن الجولان السوري إسرائيلي مثله مثل القدس الفلسطيني ويوقع لإسرائيل على ذلك والعالم كله يشهد تحدي ترامب للقوانيين والمرجعيات الدولية ولا أحد يستطيع فعل شيء وخاصة "بعابعة" هذا المحور الذين ينعون أميركا ويسقطون مشاريعها يومياً وهل هناك أكبر من هذين المشروعين تهويد القدس والجولان؟