لم يختلف وضع المرأة في لبنان، عن ما كان عليه سابقًا، حيثُ مرّ عبر التاريخ بمراحل من التميّيز، مما أدّى لِخضوع المرأة لقيود على حقوقها وحرّياتها. تأسّست بعض هذه القيود على المعتقدات الدينيّة، ولكنّ العديد منها تعود إلى الثقافة كما تنبع من التقاليد أكثر.
أنشئت صفحة "ثورة إمرأة شيعيّة"، لتسليط الضوء على معاناة المرأة الشيعيّة في المحاكم الشرعيّة الجعفريّة في لبنان في ظلّ الفتاوى والأحكام الإستنسابيّة التي تُطبّق وهي بعيدة جدًّا عن العدالة.
وفي حديثٍ مع موقع "لبنان الجديد"، أكّدت المحاميّة فاديا حمزة، أنّ هدف الصفحة هو توعية النساء إلى معرفة حقوقهنّ وجعل الصفحة منبرًا حرًّا، لكلّ النساء إن كانت والدة، أو زوجة حُرمِت من حقوقها أو سُلِبَت حرّيتها لتعتليه وتُطلق صرخة مدوّية رفضًا للظلم اللّاحق بها والعمل لإيصال صرختها ومطالبها المحقّة من خلال تشكيل قوّة ضاغطة تعمل على رفع الظلم وتطبيق العدالة وإنصاف المرأة، الزوجة والأم".
وتابعت حمزة:" تطبيق العدالة يأتي عبر تعديل سنّ الحضانة وتقصير أمد المحاكمات الطويلة وتفعيل دور التفتيش في المحاكم الشرعيّة وتفعيل طلاق الحاكم الشرعي، وسَن قوانين واضحة تُطبق على الجميع بالمساواة ويمكن الإطلاع عليها".
تُعدُّ صفحة ثورة إمرأة شيعيّة، أوّل صفحة تطرح واقع المرأة بكلّ صدق وشفافيّة، خصوصًا وأنّها تُسلّطٌ الضوء على وضع المرأة في المذهب الشيعي، وقالت حمزة:" وحين طرحنا هذه النقاط على صفحتنا وجّهت إلينا إنتقادات واسعة واتهامات باطلة وأبرزها أننّا من شيعة السفارة، أو مُرتهنين إلى الخارج، لذا تعرّضنا للتخوين ولضغوطات عديدة، كما حاولوا مرارًا إقفال الصفحة".
وأعتبرت حمزة أنّ الضغوطات هي محاولة اسكات الأصوات وعدم رغبة في سماع أصوات معارضة ومطالبة بأيّ تغيير أو تعديل في ضمان حقّ الأمّهات بحضانة أبنائهم، ولأنّ الظلم يُلاحق المرأة لذا يجبُ أن نتمتّع بالوعي والقناعة للعمل على رفعه، ولأنّ المرأة يجبُ أن تؤمن بنفسها وقدراتها، ولأنّ المرأة هي الثورة، وهي الأمل بالتغيير لن تنوقف عن التوعية و المُساندة.
وقالت:"بالرغم من أنّ المرأة الإيرانيّة مُعزّزة ومُكرّمة على عكس المرأة الشيعيّة اللّبنانيّة ففي إيران هم يسعون لإقرار المزيد من التعديلات لضمان حقوق المرأة وليس لديهم إشكاليّة في دراسة قوانين الأسرة وإقرار ما هو ملائم وذلك كلّه وفقًا لمذهب الإمام جعفر الصادق (ع) ووفقًا للمتغيّرات الإجتماعيّة، بينما نحنُ في لبنان مُجرّد ما نطالب برفع الظلم وإجراء تعديلات نتهم بالخروج عن المذهب".
وفي الختام، شدّدت حمزة:"مهما اتهمنا لن نتراجع عن ما نؤمن به ويمثل قناعتنا الحقيقيّة برفع الظلم والسعي لإجراء تعديلات منصفة".