كترت كتير برماتك واهلك شافو امجادك خبار وقصص ومواعيد وواقع يفضح كذباتك#متمرد
كأنّ مُعاناة منطقة بعلبك – الهرمل، مع المركزیّة الإداریّة بسبب بُعدھا عن بیروت لا تكفیھا، فهذه المُحافظة ما زالت محرومة، من أدنى مقوِّمات الحياة ولعلّ نضال أولادها جعل من المسؤولین غیر مُھتمّین لأمرھا، وكأنّھا خارج حدود الدّولة، وأھلُھا هم وحدهم المسؤولون عنھا. كم من أشخاصٍ غيّبهم الموت على أبواب مستشفيات المنطقة لأسباب متعدّدة، أما للتأخر في نقلهم، أو أنّهم لم يجدوا في المستشفى التجهيزات الطبيّة، أو لأنّ المستشفى رفض قبولهم، وهلم جرّا من أسباب نعيشها بشكلٍ يومي في قطاع الإستشفاء والطبابة، الذي يحتاج إلى تأهيل.
رغم الوعود التي يُطلقها خلال الزيارات والجولات التي يقوم بها، وزير الصحّة جميل جبق، إلّا أنّه لا يُمكن وضعها إلّا ضمن خانة الـ "إستعراضات وهميّة"، لاسيّما وأنّ مُستشفيات منطقة بعلبك – الهرمل لا تتوفّر فيها الأرضيّة اللّوجستيّة والخدماتيّة. ثمّة إجماع على غياب ثقة أهل المنطقة بالمستوى الطبّي للمُستشفيات، هناك من يرى أنّ وزارة الصحّة غير بريئة من ضعف المستوى التي وصلت اليه المُستشفيات لجهة كيفيّة التعامل مع الأزمات التي تطالها، و غياب الوزارة هو واحد من أهمّ الأسباب التي ساهمت في تدمير سمعة قطاع الصحّة في المنطقة وتردّي مستوياتها وتراجع الثقة بأدائها.
وضجّت يوم أمس الأحد، بتدويناتٍ تحملُ معاناة أهالي المنطقة لاسيّما بعد الحادث الذي حصل في مدينة ملاهي في الهرمل وبعد إستحالة نقل الجرحى إلى مُستشفيات المنطقة لعدم توفّر المُستلزمات الطبيّة.
أطلق الناشط فيدال المولى، وسم #متمرّد لنقل الحال الذي يعيشه أهالي المنطقة من حرمان وجاء في تدوينته:"كترت كتير برماتك واهلك شافو امجادك خبار وقصص ومواعيد وواقع يفضح كذباتك (هول اطفال الهرمل على باب المستشفيات وعلى الطرقات معالي الوزير جبق ما الهن محل بي جدولك كمان بس تعودنا عا هيك مساطر من الثنائي) #متمرد".
وأجرى موقع "لبنان الجديد"، مُقابلة مع الناشط فيدال المولى الذي عبّر عن أسفه للحال الذي وصل إليه أهالي بعلبك – الهرمل وقال:" الحقّ بالصحّة، هو من أهمّ حقوق الإنسان، من غير هذا الحقّ ماذا تنفع الحقوق إذًا؟ فالصحّة تُمثّل شأنًا عامًّا والإهتمام بها تقتضيه المبادئ الإنسانيّة، غير أنّ حقيقةً، القطاع الصحّي في بعلبك - الهرمل مريض".
وتابع:" مستشفيات المنطقة إن كان بوسعنا أن نصفها فنستطيع أن نقول أنّها غير مؤهلة لتكون حتى مستوصف، خاصّة بعد حادثة يوم أمس التي وقعت في مدينة الملاهي حين تعطلت إحدى الألعاب حيثُ تمّ نقل على أثرها 8 أولاد إلى مستشفى الهرمل إلّا أنّ هناك شبه غياب للمُستلزمات الصحّية فحصلت فوضى وتمّ نقلهم إلى مستشفيات أخرى".
وأضاف:"هذه المعاناة هي دائمة، وحاولنا مُناشدة وزير الصحّة إلّا أنّه لم يتجاوب معنا كما أرسلنا له رسائل عديدة على صفحته لاسيّما بعد الوعود التي قطعها أنّه لن يترك أي مريض على باب المُستشفيات".
ولاشكّ أنّ النظام الطبّي هو على شفير الإنهيار مع تكاثر الأزمات وتراكمها، خصوصًا مع تحايل المستشفيات الخاصّة على المريض لتسلب منه مبالغ إضافيّة تتجاوز ما توفره المؤسّسات الضامنة، ونحنُ الآن في نظام طبّي مأزوم، لعدم وجود سياسة صحيّة وطنيّة، لناحية الإلتزام الأخلاقي في العمل.