أكد مستشار رئيس الجمهورية بيار رفول أن "عيد البشارة هو عيد الفرحة والتلاقي فيما بيننا في ظل أمنا مريم. وبمناسبة عيد الام نتوجه بالتهنئة إلى الأم المضحية كرمى لأولادها وعائلتها، ومهما فعلنا لا يمكننا مكافأتها، فالأم هي رمز كل شيء جميل في الحياة، وهي رمز الحنان. ليس بالصدفة أن يكون عيد البشارة في هذا الظرف المصيري عيدا للمسلمين والمسيحيين في لبنان، ولا يوجد شيء صدفة، كل ما نواجهه في حياتنا من عند ربنا، ونحن غير موجودين في هذه المنطقة بالصدفة، بل لدينا رسالة نقدمها للبشرية عن التلاقي والتآخي فيما بيننا".
وفي كلمة له خلال إحيا مركز باسل الأسد الثقافي الاجتماعي في بعلبك، مناسبتي عيد البشارة وعيد الأم، أوضح رفول أن "العلاقة بين المسيحيين والمسلمين بدأت منذ أكثر من 1400 سنة. لا خصومة بيننا ولا تباعد ولا تشريد، والصفحات السوداء التي مرت علينا كانت بفعل الذين احتلوا بلادنا. من الخطأ الحديث عن التعايش بيننا. ما بيننا هو تلاق وتآخ وتقارب وتحاور. نحن نعيش معا على أرض الوطن الذي فيه كل ذكرياتنا، وحب الوطن من الإيمان، والدفاع عنه مقدس، والوطن عندما يصبح بلا شعب يصبح أرضا مهجورة، والشعب بدون وطن يصبح مهجرا. منذ عام 2006 حتى اليوم حصل تحول مشرقي مسيحي لم يحصل في تاريخ المسيحية، وذلك بفضل الرئيس العماد ميشال عون. منذ اللحظة الأولى لحرب تموز 2006 كان الرئيس عون متأكدا من أننا سنربح الحرب، لأن الذين كانوا يقاومون العدوان الإسرائيلي يدافعون عن أرضهم وأهلهم، ويرتكزون على أخلاق عالية لا يسرقون ولا يعتدون على الناس. وكانت توجهاته لنا بفتح بيوتنا لأهلنا ليشعروا أنهم في دارهم، وليسوا في منطقة غريبة عن منطقتهم ولم يأبه لكل التهويل الأميركي، وعندما زاره وفد من "حزب الله" لوضعه في أجواء المعركة، حملهم رسالة الى سماحة السيد نصرالله مفادها أننا انتصرنا، اكملوا الحرب العسكرية وأنا أكمل الحرب السياسية".
وعن التفاهم بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، أكد "أننا عرضنا التفاهم على كل اللبنانيين، ولكن هاجمونا بدون قراءته، وقد مضى عليه 13 سنة وما زال راسخا، لانه مبني على مصلحة وطنية، وليس على مصالح مالية أو ظرفية. عرض عام 2008 على العماد عون تولي رئاسة الجمهورية ليس فقط لست سنوات، بل لمدة 12 سنة، في حال تخليه عن العلاقة مع "حزب الله" وإلغاء التفاهم معه، فأجابهم، اسمعوني الثلاثاء المقبل، وصرح آنذاك بعد اجتماع التكتل قائلا: "اليوم فككنا التفاهم مع "حزب الله" وصرنا في تكامل استراتيجي".
وشدد رفول على ان "هذا الشيء الذي حصل في لبنان حصل معنا في سوريا. كنا ضد سوريا عندما كانت سوريا في لبنان، وقال الرئيس عون حينها لنا: "نحن على استعداد لبناء أحسن علاقة مع سوريا عندما تكون سوريا في سوريا". وكان يردد: "باستطاعتك أن تلعب بالتاريخ، ولكن لا تستطيع ان تغير بالجغرافيا". علاقتنا مع سوريا علاقة استراتيجية وجودية، وفي العام 2008 عندما زار العماد عون سوريا قال: "أنا ذاهب وقلبي مفتوح". وعندما وصلنا الى دمشق، قال له الرئيس السوري بشار الاسد: "كل قلوب سوريا مفتوحة لك". وعندما سئل عن الفرق بين التفاهم مع "حزب الله" والتفاهم مع الرئيس الاسد أجاب: "سبق التفاهم الذي وقعته مع سماحة السيد نصرالله في كنيسة مار مخايل تشاور لمدة خمسة أشهر، أما التفاهم مع الرئيس الأسد فأخذ ساعتين، ووقعه الشعب السوري في الشوارع".
وأكد أنه "بعد شهر من الحرب الشرسة على سوريا جمعنا الرئيس عون وقال لنا: "سوريا لن تسقط والرئيس الاسد لن يهزم، وسوريا ستكون النموذج". في محور المقاومة والممانعة، هناك مقاومة بالحرب، وممانعة بالسياسة، وتم في سوريا تقديم الكثير من التضحيات، ولكن لو سقطت سوريا لكانت سقطت معها كل المنطقو المشرقية. من هنا "حزب الله" توجه إلى سوريا حتى لا يقاتل الجماعات الإرهابية والتكفيرية في بيروت، فساهم في حماية سوريا كما حمى لبنان".
ولفت الى أن "كل الحروب التي شنت علينا صنيعة دولة واحدة اسمها اسرائيل. العرب لم يهجروا اليهود من بلادهم، بل هجر اليهود من أوروبا، وهم بدورهم هجروا الفلسطينيين من أرضهم ليستوطنوا محلهم في فلسطين مهبط الديانات السماوية الثلاث".
وأكد أن "هناك مسألتان لا يستطيع أحد ان ينتزعهما منك، حريتك وكرامتك، وعندما تحافظ عليهما كل الناس تحترمك، والفرق بين الغار والعار نقطة، إما تكون مرفوع الرأس أو يدوس الناس عليك".