الأنظار مشدودة اليوم وفي القادم من الأيام على زيارة وزير الخارجية الأميركي بامبيو، إلى بيروت والذي تتضمن زيارته برنامجًا حافلًا باللقاءات بدءًا بالرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية مرورًا بعدد من الوزارات واللقاءات مع حفلات العشاء والسهرات وغيرها.
كُتب كثيرًا وحكي كثيرًا عن مضامين هذه الزيارة، التي لم يخف الأميركي نفسه عن أهدافها ومراميها والتي تختصر بمجملها بالحث على التصدي والوقوف في وجه حزب الله والتعامل معه ومنعه من الاستفادة من موارد الدولة المالية كتعويض عن خسائره بسبب العقوبات المفروضة على إيران.
إقرأ أيضًا: بولا يعقوبيان وجيوفاني فالكونيه
اللبنانيون كل اللبنانيين وأنا واحد منهم متشائمون أيما تشاؤم من هذه الزيارة وتبعاتها، وما يزيد من هذا التشاؤم سوادًا ليس هو ما في جعبة الأميركي، لأنه معروف وليس بجديد، وإنما ما أخشاه وما يجعلني أضع يدي على قلبي هو وجود الرئيس عون على رأس الجمهورية ووجود صهره على رأس الديبلوماسية اللبنانية في هذه اللحظات المصيرية وما يرسم فيها للمنطقة.
علمتنا تجارب الرئيس عون وخياراته الخاسرة دوما على الصعيد اللبناني بالخصوص فترة انحيازه أثناء توليه لرئاسة لحكومة العسكرية لصدام حسين وياسر عرفات واعتماده عليهما بتهديده تكسير راس حافظ الأسد يومها، مما جرّ على لبنان ما جرّ من ويلات ومصائب انتهت بعودته رئيسًا من البوابة السورية بعد خراب البصرة.
وما يمكن أن يزيد الطين بلة هو انتشاء وزير الخارجية جبران باسيل بذكائه وقدراته باللعب على الحبال وتقديم نفسه على طريقة ما يطلبه المستمعون في لحظة يعتبر فيها الأميركي أن فترة التذاكي قد انتهت.
إقرأ أيضًا: مفتي حماس.. وكل الممانعة!!
ففي حين أن حزب الله نفسه يتبع سياسة الانحناء أمام العاصفة، لدرجة توكيل الحزب الشيوعي فقط بالتظاهر ضد هذه الزيارة وعدم مشاركته فيها، واختيار وزير صحة يلبس الكرافات ويصافح النساء، وأقصى سياسة ضبط النفس وعدم الرد على الاعتداءات الصهيونية.
الخشية كل الخشية من المواقف المرتجلة للرئيس عون وصهره، ومحاولة تقديم نفسيما على أنهما ملكيين أكثر من الملك، عشية زيارتهما إلى موسكو ولقاء الرئيس بوتين مما قد تساهم هذه الزيارة بإرتفاع الأدرينالين التاريخي عندهما، وعدم الاكتفاء بجعل بومبينو ينتظر في صالون القصر الجمهوري على غرار زميله تيلرسون، بل بالعودة الى إستعادة شعارات تكسير الروس وهذه المرة يكون الدور لرأس ترامب نفسه!! (حمى الله لبنان)