تكبر كل يوم ظاهرة الموتسيكلات في المدن والأرياف دون حسيب أو رقيب وخاصة للجماعة التي لم تبلغ الحلم بعد ويندفع الأهل الكرام نحو دلع أطفالهم فيشترون لهم دراجات نارية ويطلقونهم في الشوارع ليلاً ونهاراً قيقفزون من فوق السيارات ويحيطونها من كل الجوانب ويعرضون أنفسهم للموت ليبلوا سائقي السيارات بحتفهم أو باصابتهم كون القانون يقف الى جانب المصدوم وهكذا تنعدم فرص الأمان في الشوارع حيث تتكاثر الدراجات النارية كالبعوض وهي غير ملزمة باي اتجاه فكل الجهات لها وتمر من على يمين السيارات ومن على يسارها ومن أمامها بطرق تقتل الكثير من خلايا جسم سائق السيارة لامكانية صدم سائقي الدراجات في كل لحظة وأكثرهم أبناء شوارع يهددون سائقي السيارات اذا مرّ دون انتباه للدراجات التي لا تنتظم بأي قانون للسير فتسير يميناً وشمالاً وتعبر عبور الموت فتورط سائقي السيارات بحياتهم التي استرخصوها واسترخصها الكثيرون من أهالي الأطفال اليافعين الذين جُروا الى الموت بهدايا قاتلة.
إقرأ أيضًا: بولا يعقوبيان وتيّار البواخر
لا تعير الموتسيكلات أهمية للأجهزة المختصة اذ انها تسير في مخالفاتها غير آبهة بأحد وخاصة بشرُط البلديات في القرى الأضعف من منع طفل على دراجة نارية وغير قانونية لاعتبارات تدخل في الحسابات السياسية لهذه الجهة أو تلك كما ان الكثير من القرى تنعدم فيها أدوار شرطتها فهم مجرّد أعباء مالية لا أكثر وهذا ناتج عن اهمال البلديات في مسائل الامن الاجتماعي وهي تترك هذا الأمر معلقاً مخافة الوقوع في المحظور السياسي الذي يحمي المخالفين احتساباً لأصواتهم في صناديق الانتخابات المحلية.
كما أن المدن الصغيرة والكبيرة تمارس ما تمارسه الارياف وان بأشكال اخرى من قبل البلديات ومن الأجهزة المعنية والتي تواجه فوضى الدراجات النارية بشكل متقطع دون وضع حدّ لظاهرة الموت بشروط صارمة اذ لم يكن بالامكان منع الدراجات أصلاً لأنها تحتاج الى شوارع تتسع بتصنيفاتها لكل أشكال وسائل النقل كما هو حال بلدان أوروبا ولكن وضعاً مُزرياً كأوضاع شوارعنا يحتم ايقاف هذه العجلة المسرعة تجاه الموت وما ينتج عنها من مشاكل يومية.
إن الحماية المرجوة للمجتمع اللبناني تبدأ بالتفاصيل اليومية كونها المساحة المشتركة بين اللبنانيين وعليه يستحسن وضع أليات حماية من وسائل النقل وأنظمة السير الى الشوارع الاقرب الى التضاريس الصعبة نتيجة ورش مفتوحة باستمرار ولا تقفل بالمواصفات المطلوبة وقد ظن الكثير من السياح لكثرة ما شاهدوا من أعمال ورش مفتوحة بالشوراع أن لبنان أهم من اليابان.
إقرأ أيضًا: يوسف زيدان شيطان ترجمه حجارة الجنوب
إن الاشارة إلى خطورة الدراجات النارية هي حماية لكل فرد في لبنان من خطر لا تقل إصابته خطورة عن أيّ فيروس صعب وسام ومميت وقاتل ونأمل بالدرجة الأولى من الأهل الكف عن تدليع أطفالهم بلعب قاتلة حرصاً على حياتهم كما نأمل من البلدبات وخاصة في القرى الامساك بقوة القانون وعدم الخضوع للحسابات الحزبية كما أن الجهة المختصة هي وحدها القادرة على تجريم المخالفين ومنع ظاهرة خطيرة تجوب كل الأمكنة في تحد صارخ للقوانيين ان متطلبات الامن السياسي قد منع في مدن معينة وفي مراحل معينة وجود دراجات نارية فلماذا لا تمنع الدراجات النارية في لبنان حفاظاً على السلامة العامة والأمن الاجتماعي؟
بتنا نشك في كل شيء ونعتبر أن الحسابات المالية تقف خلف كل ظاهرة لذا لا يمكن إيقاف ما يدر أموالاً على المستثمرين مهما كانت نتائج هذا الاستثمار مدمراً للبلاد والعباد لعلّ وعسى نشهد ولو لمرة واحدة في تجاربنا المرّة امكانية توفير ما يحمي المواطن لا ما يحمي مصالح المستفيدين من ظواهر تسيء لأزماتنا المتعددة أكثر مما تدّعي حلولاً لها.