نفذ عمليته الفدائية طعناً، وصدحت اسم تلك العملية "سلفيت" في ارجاء العالم العربي الصامت، وكانت نتيجتها جُنديّان إسرائيليّان ومُستوطن، انتهت بكمين اسرائيلي خبيث دوّخ العدو الإسرائيلي، بحثاً عن بطلاً دخل ابواب التاريخ.
إنتهت سيرة المناضل عمر ابو ليلى (19 عاماً) يوم أمس، تاركاً خلفه حكايات بطولية في وجه عدو لا يعرف من القتال إلا الغدر.
وبعد مواجهة بطولية، اعلن العدو الإسرائيلي رسمياً، اغتيال ابو ليلى، بعد أن نُصب كمين له حيث دخلت قوات اسرائيلية خاصة متخفية في سيارات خضار الى بلدة عبوين، قبل ان تقتحم اكثر من 40 الية عسكرية، وحاصرت منزلين مهجورين في البلدة، ونادت عبر مكبرات الصوت على عمر أبو ليلى وطالبته بتسليم نفسه.
ودارت بعدها، اشتباكات مسلحة صعبة (باعتراف العدو الإسرائيلي) بين ابو ليلى وقوات الإحتلال، انتهت باطلاق صواريخ من نوع "لاو" صوب المنزل الذي تحصن به ابو ليلى، ليعلن العدو الإسرائيلي اغتيال الشهيد ابو ليلى رسمياً.
وكانت القناة "العبرية 13" قد اشارت إلى أن "الاشتباك كان صعباً، وأدى إلى إصابات في الجنود الاسرائليين".
وأدى استشهاد الشاب الذي لم يتجاوز العشرين، إلى حالة من الغليان في الشارع الفلسطيني في الضفّة الغربية.
وفي لحظة استشهاده، وتحديداً على مشارف الإحتفال بعيد الأم، ابت ام الشهيد عمر إلا وان تحتفل مرتين، مرة بعيدها، ومرة باستشهاد ابنها، قائلة: "اول مرة بزغرد، ضليت على اعصابي لحتى عرفت انو استشهد، وبس عرفت زغردت، طلع عمل العملية بهدوء، ورجعلي شهيد... الحمدالله".
مضيفةً، "آخر مرة نام بحضني قبل اسبوع، عمرو ما عملا، كان يستحي، بس هيدي المرة، قلي امي امسحيلي عراسي، حسيت وجه نور، ابيض بجنن...كنت اتمنى اعرف شوفي بقلبو، لكن هلق عرفت كل شي... والحمدالله بفتخر في...".
وباستشهاد عمر ابو ليلى، ظن العدو الإسرائيلي ان كمينه نجح، دون ان يدرك انه جهز اكثر من أربعين آلية عسكرية إسرائيلية، مُطلقاً العديد من الرصاص، وقذيفتين، عدا عن دفعات مكثفة من قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين، وحملات واسعة من التمشيط والبحث واقتحام مئات المنازل على مدار يومين، وكل ذلك مقابل شهيد واحد منتصر!