هنأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشعب الإيراني بعيد نوروز ليلة رأس السنة الإيرانية مبشرًا بالمزيد من أجل استقرار الديمقراطية والحرية في إيران دفاعًا عن نضاله ضد ما اعتبره الديكتاتورية الفاسدة وأن الولايات المتحدة لن تألو أي جهد من أجل دعم النضال من أجل الحرية والديمقراطية.
هذا ملخص رسالة الرئيس ترامب الذي يتوعد الشعب الإيراني بالمزيد من العقوبات بعد تهنئته بعيد نوروز.
اعتاد رؤساء أمريكيون اعتبارًا من الرئيس كلينتون إلى الرئيس ترامب مرورًا بالرئيس أوباما على تهنئة الشعب الإيراني ليلة الأعياد الوطنية الإيرانية (نوروز) ولكن شتان ما بين رسائل الرئيس أوباما التي كانت ودية للشعب ومشجعة للنظام الإيرانيين وكانت تبعث على الأمل والمرونة والتفاوض والتسالم وتلك الرسائل المتسالمة هي التي تمكنت في تليين موقف القيادة الإيرانية المتصلبة ودفعتها إلى أن تثق بإدارة الرئيس اوباما لدرجة يمكن معها التحدث مع تلك الإدارة والتفاوض من أجل الوصول إلى صيغة لحل المعضلات.
إقرأ أيضًا: بومبيو يعتبر الحرس الثوري منظمة إرهابية
كان أوباما حريصًا على عدم استفزاز النظام الإيراني عبر الفصل بينه وبين شعبه واظهار الوقوف بجانب الشعب ضد النظام.
أما الرئيس ترامب لديه اسلوب مختلف تمامًا حيث أنه يتعمد على استفزاز النظام والتحبب إلى الشعب الذي يعيش أقسى العقوبات الممكنة وفق ترامب نفسه.
فأي تهنئة هذه يا ريس؟! ثم أنك تتدخل في الشؤون الإيرانية الداخلية بشكل سافر وتعلن عن دعمك للمعارضة التي هي أيضًا ترفض اللجوء إلى أحضان أي أجنبي فضلًا عن أن يكون هذا الأجنبي دونالد ترامب الذي لا يقدر على إثبات كرامته أمام شكاوى عدد من لاعبات الأفلام الإباحية.
ولمعرفة موقف المعارضة الإيرانية في الخارج يكفينا موقف الرئيس الإيراني الأسبق ابو الحسن بني صدر من منفاه باريس أكد على رفضه لأي اتصال مع الولايات المتحدة داعيا المعارضين الإيرانيين إلى الوقوف ضد ترامب مضيفا أن ترامب أصبح عرضة لسخرية العالم أجمع ولا يليق بالمعارضين الشرفاء الإنضمام إلى حملته ضد الوطن.
إقرأ ايضًا: هل يتوسط بوتين بين إيران وترامب؟
وبفعل هذا الوعي الذي يتمتع به المعارضون الإيرانيون لن ينجح ترامب في خلق حرب اهلية في إيران على غرار ما حدثت في سورية وليبيا.
إن الإيرانيين لديهم ثقافة الثورة حيث أنهم أطلقوا ثورتين في العامين 1906 و1979 وأيّا منهما لم تكن دامية خاصة الثورة الإسلامية في العام 1979 تمت بشكل سلمي بامتياز بالرغم من أن الجيش الإيراني كان حينها أقوى الجيوش في الشرق الأوسط ولكنه لم يلجأ إلى العنف والقمع.
الجيش هو مرآة لثقافة الشعب وعليه يمكن القول أن الشعب الإيراني لن يصغي إلى ترامب وأمثاله لأن لديه نفس طويل ولديه ثقافة المقاومة التي أكد عليها طوال 8 سنوات من الحرب العراقية الإيرانية وسيؤكد عليها أمام غطرسة رئيس ناكث مارق.
إذًا، ان الشعب الإيراني لا ياتمر بأوامر الرئيس ترامب ولا شك في ان تهنئته لن تغير موقف عامة المواطنين الإيرانيين الذين يقطعون طريقهم إلى تجذير الديمقراطية بمنأى عن اية إرادة أجنبية.