محاولة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لوضع الحرس الثوري الإيراني على لائحة المنظمات الإرهابية أثارت جملة من الردود عند مختلف الأطراف المعنية.
وبالرغم من أن محاولة إدراج الحرس الثوري على لائحة المنظمات الإرهابية ليست بجديدة وفشلت في وقت سابق الا أنها ستترك تأثيرات سلبية على السياسة الخارجية الأمريكية أولا ثم على دول في المنطقة ثانيا، حيث أن اعتبار الحرس الثوري منظمة إرهابية هو بمثابة إعلان الحرب على الجمهورية الإسلامية ويترتب عليه الكثير، ولهذا يمكن القول أن اتخاذ هكذا قرار من شأنه أن يثير استياء المسؤولين العراقيين وحتى الحكماء الامريكيين قبل أن يثير سخط النظام الإيراني.
فضلا عما ذكرنا بأن إدراج الحرس الثوري على لائحة المنظمات الارهابية هو إعلان الحرب على إيران حيث أن الحرس الثوري هو في الحقيقة الجيش وليس منظمة وليس هناك جيش في العالم يتم اعتباره منظمة إرهابية، فإن الحكومة العراقية التي ساندها ويساندها الحرس الثوري في حربها ضد الإرهاب سوف تجد نفسها في موقف صعب للغاية لأنها ستضطر إلى أن تختار واحدا من اثنين. الوقوف في وجه الولايات المتحدة ورفض قرارها أو الخنوع لقرارها وقطع العلاقات مع الحرس الثوري الذي أدى دورا بارزا في تدريب الميلشيات العراقية.
اقرا ايضا : روحاني يعيد الدبلوماسية إلى العلاقات الإيرانية العراقية
ولا شك في أن الحكومة العراقية ستفضل استمرار العلاقات مع الحرس الثوري ولن تخضع للقرار الأمريكي ما سيؤثر سلبا على العلاقات مع امريكا على جميع المستويات وهذا ما يخيف الحكماء في الولايات المتحدة.
والمح بومبيو خلال زيارته للكويت بأن بلاده تنوي إدراج منظمات على لائحة الإرهاب وقد سبق لحكومة ترامب في العام الأول لولايتها أن درست الموضوع وأعلن وزير الخارجية الأمريكي السابق تيلرسون اننا بعد دراسة الموضوع قررنا عدم إدراج الحرس الثوري على لائحة المنظمات الإرهابية تجنبا للردود المتوقعة.
ويقال أن مسؤولين كبار في وزارة الدفاع والخارجية الأمريكية لا يوافقون فكرة بومبيو.
إن اعتبار الحرس الثوري منظمة ارهابية سيجر الولايات المتحدة إلى حرب مفتوحة معه ولن يبقى القرار حبرا على الورق.
هل يغلق بومبيو جميع الابواب السياسية والدبلوماسية ويضرب طبول الحرب؟
هل يجهل بومبيو أن الجيش الأمريكي قد نسق مع الحرس الثوري في افغانستان والعراق وسوريا؟ الا يعرف أن القضاء على داعش في العراق وسوريا لم يكن تحصل بمنأى عن مشاركة الحرس الثوري؟