ما تقدمت به النائب بولا يعقوبيان من مستندات تدين تجربة التيّار الحرّ في الكهرباء واستئجار الباخرة المشهورة ذات العتمة الغنية عن الضوء هي شائعة الصيت بين اللبنانيين حتى حلفاء التيّار سكتوا عن عتمة الباخرة مخافة الادانة لحليف لصيق بخيارات الضرورة الخارجية وحتى لا تبدأ حلقة التحالف بالتفكُك بعد أن علا صوت الشارع الشيعي خصوصاً من أزمّة باخرة التيّار.
يبدو أن سجال النائب يعقوبيان والتيّار وخاصة مع رئيسه على خلفية الدعوة المقدمة من قبل الوزير باسيل لمقضاة بولا سيبقى مفتوحاً وهذا ما سيفتح نيران كثيرة ومتعددة بوجه يعقوبيان وقد بدأت من خلال ادعاءات تطال شخص النائب الشخصية والترويج المهين من قبل التداول الاجتماعي وبعض أجهزة الاعلام الرخيصة والتي تتقن فن اللعب على أوتار الدولار.
إقرأ أيضًا: يوسف زيدان شيطان ترجمه حجارة الجنوب
في جدل مكمل لم ينه اجتماع الحريري – باسيل في بيت الوسط خلافات التيارين الأزرق والبرتقالي من موضوع النازحين السوريين بعد ان صعّدت قناة الأخير من الهجوم على شخص الرئيس الحريري دون وازع مهني أو رادع سياسي بحسب ما عبر تيّار المستقبل الذي استأنف الردّ على تجربة التيّارالحرّ المرّة في السلطة. مما يعني أن نبش قبر الخلافات بين التيارين سيستمر وهناك من يُغذي من ضرورة الصراع لتحقيق جملة أهداف تعيد كل من التيارين الى مواقعهما الأصلية لأن تحالفهما من صفقتيّ الرئاسة الى الحكومة كان خاضعاً لظروف لم تعد موجودة.
تصريح الوزير باسيل من موضوع النازحين السوريين في ترتيبات بروكسيل عكس تبايناً واضحاً مع رئيس الحكومة وهو ما فتح باب الصلاحيات على مصرعيه وهذا ما استدعى استنفاراً كاملاً من قبل أجهزة الردّ في تيّار المستقبل وجاء كلام الوزير باسيل في اجتماعه بتيّاره مصعداً أكثر وتبين أن أولوية التيّار كما حددها عودة السوريين أيّ انه قدم مصلحة النظام السوري على رؤية المجتمع الدولي مما يعني توريط لبنان بمشاكل اقتصادية مع العرب والغرب في آن معاً وهذا ما دفع بالجهات الاقتصادية الى القول بضرورة العزوف عن أيّ خطاب سياسي يعادي العرب والغرب لاتكال لبنان على السياحة العربية وعلى الدعمين العربي والدولي للخروج من أزمة لبنان الاقتصادية ومازالت هذه الجهات تتبابع موقف المملكة العربية من فتح باب عودة السعوديين الى لبنان باهتمام بالغ كونه مفتاح الفرج.
إقرأ أيضًا: طلعت المشكلة بخيم النازحين السوريين
لقد ردّ وليد جنبلاط على التيّار الحرّ بمؤتمر للنازحين تحدث فيه وزراء عن ضرورة تضمين ضمانات للخطة الروسية وعدم الضغط على النازحين كي يذهبوا الى الموت طالما أن النظام هو هو ولم يتغير فيه شيء ومازال يتقن فنون القتل كما ان الزعيم جنبلاط أكدّ على كلام الوزيرين وطالب باخراج النازحين السوريين من دائرة التجاذبات السياسية.
يبدو أن المشهد الداخلي سيستمر بصورته الاختلافية مع مجيء وزير خارجية أميركا الذي سيفرض شروطاً جديدة على لبنان ولا تستطيع الحكومة الالتزام بها لعجز المتوافقين مع شروط الدبلوماسية الأميركية عن تطبيقها وخاصة في ما يتعلق بحزب الله لذا سيكون شق الخلاف مع الوزير الأميركي واسعاً داخلياً وسيزيد من شروخات الحكومة خاصة اذا ما ارتبطت عملية توفير الدعم اللازم بلبنان بجملة اصلاحات أمنية وليست سياسية واقتصادية فقط مما يعني أن مرحلة العصف بلبنان ستهدم هشاشة الحكومة المتأمّلة خيراً من سيدر الى بروكسيل الى زيارة وزير خارجية أميركا موبينو.