على مرجة رأس العين في مدينة بعلبك عام 1974 وقف الإمام الصدر، وصحبه مئة، أقسموا معه يمين عدم الهدوء حتى لا يبقى محروم واحد ولا منطقة محرومة في لبنان، وقد أطلق على هذه المرجة منذ ذلك الحين ساحة القسم تيمناً بقسم أهالي البقاع يمين الولاء والفداء لإمامهم الإمام الصدر.
شكل هذا اليوم بما حمله من رمزية وحدث منعطفا في مسيرة الطائفة الشيعية في لبنان بقيادة الإمام الصدر، لكن مشيئة القدر أن يغيب الإمام عن أهله وناسه في البقاع كما في كل لبنان، لكنه وإن غاب يبقى صاحب الصوت الذي لم يخفت بعد، فما زال القسم وأهله، وما زال البقاع المنطقة المحرومة، لأن الأمانة لم تصن والوصية لم تنفذ.
ما نص عليه القسم في مدينة بعلبك.
"نحلف بالله العظيم أن نتابع مطالبتنا بحقوقنا المواطنية، وبحقوق جميع المحرومين دون تردد أو مساومة وأن لا نهدأ حتى لا يبقى محروم في لبنان أو منطقة محرومة، إننا اليوم نلتزم بهذا الميثاق الديني المرتبط بشرفنا الإنساني وبكرامتنا الوطنية، وسنحتفل به حتى تتحقق الأهداف.
هكذا أراد الإمام الصدر أن يبدأ في بث حركة الوعي في الأمة للمطالبة بحقوقها المشروعة في الإنماء ورفع الحرمان، ولكن بغياب الإمام الصدر ضاعت هذه الأمانة وبقيت حقوق الطائفة مهدورة في بازارات السياسة ودهاليز المصالح، وذهب المؤتمنون على الوصية إلى مصالحهم الخاصة فبقي البقاع وغيره من المناطق اللبنانية رهينة الحرمان حتى ساءت الامور أكثر فأكثر.
إقرا أيضا: أين المجلس الشيعي الذي أسسه ورعاه الإمام موسى الصدر؟
اليوم وبعد مرور 45 عاما بقي هذا القسم أسيرا ومغيبا مع الإمام الصدر، ولم يبق منه سوى الذكرى التي يخرجها أصحابها عند الحاجة للإستغلال السياسي ولمزيد من الخطابات والوعود التي باتت تشبه الكذب على الناس وتمعن اكثر في إهانتهم وإهمالهم.
فلا المجلس الشيعي الذي أسسه الامام الصدر ولا غيره من المؤسسات الأخرى بقي على العهد والوعد، وتركت الطائفة الشيعية لقدرها تحت سلطة الحزبية السياسية ومنافعها، وبقي الإنسان الشيعي مجرد سلعة في بازار السياسات الحزبية وما زال .
الإنسان الشيعي من البقاع الى بيروت الى الجنوب مغيب عن ساحة الاهتمامات، مغيب مثل الامام الصدر وما زال.
في ذكرى القسم نتطلع الى حركة جديدة صادقة باتجاه العمل على تطبيق القسم والخروج إلى الناس وتحقيق مطالبها المحقة كما اراد الإمام الصدر .