على إثر توتر الأجواء بين "التيار الوطني الحر"، وتيار "المستقبل" في الفترة الأخيرة، وذلك بعد سلسلة من التصريحات التي اعلن عنها رئيس التيار "الحر" جبران باسيل، خلال مؤتمر «اليوبيل اللؤلؤي» مساء الخميس، اعتبرت أوساط أن باسيل يسعى خلال تصريحاته إلى تطيير أو تغيير الحكومة، ومعها التسوية السياسية، الأمر الذي أدى إلى توتر الأجواء بين التيارين، في الفترة الأخيرة، والتي هدأت نسبياً وفق ما تُشير المعطيات.
وفي هذا السياق، اعتبرت مصادر قريبة من الرئيس سعد الحريري، نقلاً عن صحيفة "الجمهورية"، أن "كلام باسيل التهويلي مستغرب وبعيد كل البعد من الواقعية"، معتبرة انّه "يندرج في إطار اعتماد الشعبوية وخوض معركة دونكيشوتية ليس إلّا، ومستهجنة استسهاله التلويح بإسقاط الحكومة ما لم تتم الاستجابة لما يطرحه".
مستغربةً، "اعتبار باسيل انّ مؤتمر بروكسل يهدف الى إبقاء النازحين في اماكن وجودهم".
وعن موقف الحريري، أوضحت المصادر، "أنه لا نية لدى الحريري للتصعيد وهو أصلاً لم يكن مبادراً اليه، خصوصاً انّه حريص على نجاح الحكومة التي يترأسها، لكنه في المقابل لن يسكت على تشويه الحقائق والتجنّي السياسي".
متسائلةً: "ما المطلوب من الحريري ان يفعله اكثر مما فعل حتى الآن؟".
مضيفةً، "إذا كانوا يريدون التواصل مع النظام السوري لإعادة النازحين، فإنّ هذا التواصل قائم عبر رئيس الجمهورية وبعض الوزراء والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، ثم انّ الحريري كان حريصاً في كلمته امام مؤتمر بروكسل على الالتزام الحرفي، نصاً وروحاً، بما تمّ التوافق عليه في البيان الوزاري حول العودة الآمنة للنازحين، في حين انّ ما صدر عن باسيل هو انقلاب على هذا البيان".
ومن جهتها، أوضحت مصادر بارزة في "التيار الوطني الحر" للصحيفة، انه "ليس هناك لدى "التيار" قرار بفتح معركة سياسية مع "المستقبل"، قائلة: "لا نريد أن ننزلق إلى سجال معه، لكن في الوقت نفسه لسنا في وارد أن نتخلّى عن ثوابتنا واقتناعاتنا".
وعن مسألة تغيير الحكومة، اشارت المصادر ذاتها إلى "أنّ التلويح باحتمال تغيير الحكومة هو طرح تحفيزي بالدرجة الأولى من أجل تجنّب فشلها".
مضيفةً، "نحن نعرف أنه لم يمض على تشكيل الحكومة سوى فترة قصيرة، إلا أننا وجدنا انّ المؤشرات الأولية المتعلقة بنمط مقاربتها لبعض الملفات ليست مشجعة، ولذا كان لا بدّ من رفع الصوت لتصويب مسارها من دون أن يعني ذلك اننا نريد افتعال أزمة سياسية".