تقول المعلومات إنّ تيار «المستقبل» فوجئ بهجوم باسيل ولم يكن يتوقع منه أن يذهب الى حد التلويح بإسقاط الحكومة، كذلك فوجئ بعناوين الملفات التي طرحها وكان من المتوقع أن لا تُخالف البيان الوزاري وروحيّة التسوية.
وتؤكد اوساط «المستقبل» ان باسيل طرح فعلاً استئجار باخرة كهرباء جديدة، الامر الذي رفضه الحريري شارحاً له أنّ الدول المانحة في مؤتمر «سيدر» لن توافق على أيّ تمويل ما لم يكن لإنشاء معامل ثابتة ودائمة للكهرباء، وانّ ايّ توجّه الى استئجار بواخر جديدة سيؤثر على لبنان وصورته وعلى نجاح مؤتمر «سيدر»، لأنه يخالف الخطة الموضوعة لحلٍّ دائم للكهرباء بعيداً من سياسة استئجار البواخر، وعلى رغم ذلك أصرّ باسيل على استئجار بواخر جديدة، ما ادّى الى خلاف في ملف الكهرباء.
وتضيف الاوساط انّ الملف الثاني كان ملف التعيينات، اذ اصرّ باسيل على نيل كل التعيينات في المواقع المسيحية في الفئات الاولى والثانية والثالثة ايضاً وهو ما رفضه الحريري رفضاً قاطعاً، في اعتبار انّ هناك قوى مسيحية ومنها ممثلة في الحكومة يجب أن تنال من التعيينات حصتها، كما انّ هذه التعيينات لا يجب أن تُحجب عن قوى مسيحية خارج الحكومة.
وتشير الاوساط الى انّ باسيل اعترض ايضاً على عدم دعوة وزير شؤون اللاجئين الى مؤتمر بروكسل، وهذا كان سبباً اضافياً لتصعيده الذي وصل الى حدّ التهديد باستقالة الحكومة، الامر الذي لم يكن متوقعاً خصوصاً انّ الحكومة لم تكد بعد، تسلك خطواتها الاولى.
وتشير مراجع سياسية الى انّ خطوة باسيل لم تأتِ من فراغ، فهو تقصّد الضغط على الحريري لحجز حصته الكاملة من التعيينات، في وقت يتعرض الحريري لضغط مماثل من «حزب الله» تحت عنوان مكافحة الفساد.
وتضيف انّ باسيل يعرف انّ حملته الحالية تفيد «حزب الله»، الذي ينتظر من الحريري اتخاذَ مواقف تغطيه في مرحلة العقوبات المتصاعدة، ولهذا لم يمانع في ايصال الحكومة الى حافة الهاوية، على أمل أن ينال مكاسب في الادارة، لكن في النهاية فإنّ تهديد باسيل بإسقاط الحكومة هو مجرد تهويل لفظي في حين انّ قرار إسقاطها هو في يد «حزب الله»، إذ لا يملك باسيل 11 وزيراً جاهزين للاستقالة، ويلزمه ضمان موافقة الوزراء مزدوجي الولاء الذين لا يتخذون قراراً بلا موافقة الحزب.
وعن تصاعد التوتر والتهديد تقول اوساط «المستقبل» إنّ ما قاله باسيل لا يُعدّ الى الآن اكثر من ابتزاز سياسي، ولم يرْقَ الى مستوى الخروج من الحكومة أو تهديدها،. وتشير الى انّ الحريري سيعود خلال 48 ساعة الى التحضير لجلسة لمجلس الوزراء، فإذا ما قرّر باسيل التصعيد فالجواب هو التصعيد، وإذا أراد أن يشلّ حكومة العهد الأولى في مرحلة التحضير لمؤتمر «سيدر» والخروج من الأزمة الاقتصادية، فهو يتحمّل المسؤولية، مع كل ما يترتّب عنها من نتائج اقتصادية وسياسية.