ان الارهاب الحاصل ضد المسيحيين وضد المسلمين يجعلنا نقف وقفة تأمل أمام مصير الانسان في ظل الارهاب المتلبس بثوب الاديان السماوية، ويبقى السؤال هل الخطورة في ما تورده الكتب المقدسة أو في ما يقوم بإيصاله من يسمون "رجال دين"، ولعل مراجعة سريعة لمسارات العنف الديني ومساراته على صعيد المسيحية، التي بعد ادخالها العالم عصر الظلمات (القرون الوسطى) بما عرف من سطوة الباباوات بممارسة إعطاء "صكوك الغفران" والبطش بالمرأة بما سمي "حزام العفة" فكان أن بدأت عصور الأنوار والنهضة التي انتهت الى ما عرف بـ "العلمانية" ولكن حصل انحراف أخطر بظهور "الالحاد" و"المادية" في الغرب التي بدأت بممارسة الوحشية ضد الكنيسة التي اجرت مراجعة لتراثها€ وأظهرت جوهر المسيحية "المحبة" و"الانسانية"، أما الاسلام فما فتئ بعض المسلمين وعلى رأسهم ما يسمون "أئمة" أن بدأوا يحذون حذو الباباوات في إطلاق "فتاوى التكفير والجهاد" ومارسوا بحق المرأة تحت مسمى "جهاد النكاح" الكثير من الموبقات بحقها عدا عن التفنن في فرض أنواع غريبة من الحماية عليها بما سمي "الحجاب أو النقاب" ودخلت بلاد المسلمين في عصور الانحطاط، وما زال مسار الاحداث في سيره، رغم ظهور مؤشرات على توجهات مشوهة نحو "علمانية ما" وكذلك تزايد نسب "إلالحاد"...لم نتحدث عن اليهودية وما تعانيه بسبب الجهل المستشري والخلط الأمني بين ماهية اليهودية والصهيونية ودولة إسرائيل أو ما أسميه "الكيان الصهيوني"، اعتقد أني أطلت الكلام، والخلاصة: أن الاديان السماوية جاءت من أجل سعادة وراحة الإنسان، وليس صحيح أن الانسان خلق من أجل الاديان، كما ان الاديان السماوية جميعها تبغي هدف واحد، فيما لكل انسان هدف.
جاءت الاديان لتوحد الانسان، لكن الانسان آبى ولعل عدم سجود "المعلون" للإنسان لأنه كان يعلم أن الإنسان ليطغى وسيكون لربه كفورا فأبى السجود له، واعتقد ان الله وهو العالم وخير العارفين بهذا الانسان ولذلك قهره بالموت، حيث ان الانسان في الدنيا لا يقهره ولا يهزمه ولا ينهي إجرامه إلا الموت...وها هم "باباوات صكوك الغفران" و"ائمة التكفير والنكاح والفتاوى" يطغون كطغيان فرعون فيمارس الانسان الارهاب بحق الانسان ..
والدين سواء اليهودية أو المسيحية أو الاسلام رسالة إلهية واحدة موحدة موجهة للانسان وهدفها سعادة الانسان...اتركوا الدين حرا طليقا وأوقفوا طغيان بشر يرتدون أثواب الدين مثلما ترتدي العاهرات أثواب الغواية والشهوة...أذهبوا نحو الله الواحد الاحد وسترون انذاك أن الخلاص حصل . إذهبوا الى الله مباشرة ولا تستمعون لمن يقولون أنهم "رجال الله" سامحوني أمرني الله أن أفشي كلمته وما أعطاني من أسراره...إذهبوا الى الله وليس إلى الألهة البشرية...فما عند الله ليس عند أحد من خلقه.
نسيب شمس