اقتحم الأسترالي برينتون هاريسون تارانت (28 عامًا) يوم أمس مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش، وذلك عقب صلاة الجمعة، ثم شرع في إطلاق النار بشكل عشوائي على المصلين، مخلفًا مقتل 49 شخصًا وإصابة أكثر من 40 أخرين.
وعلى خلفية الهجوم، ربط كثير من المتابعين طريقة تنفيذه بألعاب الفيديو التي تلقى إقبالًا كبيرًا، بالرغم من احتوائها مشاهد عنيفة.
وفي التفاصيل، إن "المهاجم الذي وصفته السلطات بالمتطرف، قام ببث مقطع فيديو مباشر، يوثق فيه مراحل عمليته الإرهابية من بدايتها إلى نهايتها، من خلال كاميرا "غوبرو" وُضعت على خوذته، من أجل تسجيل تفاصيل عمليته البشعة.
وكان قد خرج من سيارته حاملًا بندقية نصف آلية، ثم اقتحم المسجد وشرع في إطلاق النار على كل المصلين بشكل عشوائي، وبدم بارد تلذذ مطلق النار بقتل المصلين، وكأن الأمر لا يعدو أن يكون بالنسبة إليه سوى لعبة فيديو، وخلال عملية القتل الجماعية التي نفذها، استخدم الرجل موسيقى في خلفية الفيديو الذي بثه على فيسبوك".
في السياق، أفادت المعلومات نقلًا عن موقع "يو إس نيوز"، أن "منفذ العملية استوحى كل التفاصيل المذكورة سلفا من ألعاب القتال والعنف، المنتشرة على الهواتف الذكية"، وأوضح "أن الطريقة التي نفذت بها العملية تشبه لعبة كاونتر سترايك أو دووم، حيث يتجول المهاجم في مختلف زوايا منطقة معينة ويطلق النار بشكل عشوائي على كل ضحاياه، ولا يغادر مكانه حتى يتأكد من وفاتهم جميعًا"، كما أن "عودة مهاجم نيوزيلندا إلى سيارته واستبدال سلاحه تعد فكرة مستنبطة من ألعاب الفيديو، التي يسمح فيها بتبديل الأسلحة وإعادة تحميلها ثم العودة إلى مكان تنفيذ الهجوم لاستكمال العملية".
كما أعاد "هجوم المسجدين" الحديث عن مخاطر ألعاب الفيديو، التي غالبًا ما تستهدف الأطفال الصغار والشباب.
علمًا، أن "الخبراء يحذرون دائمًا من التأثيرات الوخيمة لألعاب العنف على ذهن وأعصاب اللاعبين، قائلين إن هذه النوعية من الألعاب تؤدي إلى ترسبات في داخلهم تقودهم إلى العنف من دون وعي، خصوصًا في المجتمعات التي تغيب فيها التربية والتوعية".
من جهتها، قالت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، اليوم السبت، إن "المشتبه به الرئيسي في الهجوم الإرهابي على مسجدين بأسلحة نارية أمس كان ينوي مواصلة هجماته قبل أن تقبض عليه الشرطة"، وأضافت "كان الجاني متنقلًا، وكان هناك سلاحان ناريان آخران في السيارة التي كان يركبها، ومن المؤكد أنه كان ينوي مواصلة هجومه".