أطلق بالأمس الوزير جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر خلال العشاء السنوي للتيار، بمناسبة انتفاضة الرابع عشر من آذار عام ٢٠٠٥، جملة مواقف سياسية "مُطعّمة" بنعراتٍ عنصرية، تنضح بمعاداة الإنسانية، وتهدف إلى نشر الكراهية.
فيما يتعلق بالمواقف السياسية من الحكومة التي يسيطر على أكثر من ثُلثها الوزير جبران باسيل(كما سبق له وتبجّح ) فله كامل الحق في مهادنتها أو تفجيرها، كما أنّ له كامل الحق أن يكمل مسيرة "الابراء المستحيل "، بعد أن قدّم له المتهم الأول بهذا الابراء منصب الرئاسة الأولى على طبقٍ من فضّة، كما أنه يمتلك الحق الحصري بدعم حليفه الأساسي حزب الله في معركته الفاصلة مع "الامبريالية الأميركية"، ودعم الحليف الاستراتيجي: الدولة الإسلامية في إيران.
إلاّ أنّ ما بات حرجاً جدّاً، ولا يمكن السكوت عنه، هو إصرارُ الوزير جبران باسيل على استغلال قضية النزوح السوري في لبنان الشائكة، والانطلاق منها لبثّ مواقف "عنصرية" متطرفة وبصريح العبارة هذه المرّة، حين قال: لن نرضخ في مسألة النزوح السوري لذرائع " إنسانية".
إقرا أيضا: هجوم ريفي على حزب الله.. هل يُمثّل ريفي الحريري؟
في مسألة النزوح السوري الإنسانية "بامتياز " سيقفز وزير الخارجية فوق كل اعتبار " إنساني ". أمّا المجتمع الدولي "الفاجر" والذي يسعى جاهداً ل "توطين" النازحين في لبنان ( رغم أنف التيار الوطني الحر ورئيسه)، وذلك ببذل بعض الأموال "المشبوهة، فها هو الوزير جبران باسيل يقولها بالفم الملآن: لا نريد أموالكم، ولا قروضكم، ولا "سيدر" إذا كان الثمن توطين النازحين، وبعبارة أخرى أوضح، فلتذهب أوروبا إلى الجحيم، كما قال ذات يومٍ وزير خارجية سوريا وليد المعلم حين وقفت أوروبا بوجه النظام السوري و"براميله": لقد حذفنا أوروبا عن الخريطة، واليوم يقول الوزير باسيل: لا حاجة لنا بأوروبا، وبالأخص فرنسا و"سيدرها".
فعلاً، المصاب جلل مع رجالٍ مسؤولين يتفوّهون بهكذا كلام "عنصري". ولا يحلُمنّ أحد بأن يرُدّ أحدٌ من الغيارى في حزب الله على وطنهم وعقيدتهم ومُناصرتهم للمظلومين على مواقف الوزير باسيل "العنصرية " والمعادية للإنسانية وحقوق الإنسان.
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: يا عليّ، إياك ودعوة المظلوم، فانّما يسالُ حقّه، وإنّ الله لا يمنع ذي حقٍّ حقّه.