كما سبق وتنبأنا بأنّ مصالحة الحريري مع اللواء ريفي ستحمل معها للحريري متاعب جمّة، وهذا أولُ الغيث، فقد ظهر اليوم اللواء ريفي في مؤتمره الصحفي بمظهر المُتحدّي الأول لحزب الله وسلاحه وهيمنته على مختلف نواحي الحياة السياسية والأمنية في البلاد، بخلاف ما يعتمده الرئيس سعد الحريري ويحرص عليه من إخفاء أوجه الخلافات الحادة مع حزب الله، وتقديم واجب التهدئة الداخلية لتأمين حُسن انتظام عمل الحكومة الجديدة، والتي هبّت في وجهها أزمات عدّة في كافة القطاعات.
إقرأ أيضًا: مصالحة الحريري - ريفي.. «الهزّة» السياسية و «ارتداداتها» الخطرة
نقول بأنّ اللواء ريفي، والذي برّر مصالحته مع الحريري بوحدة الصّف ووحدة الطائفة، ومصلحة الوطن وسيادته، فضّل أن يظهر أمام مناصريه وأتباعه بصورة الثائر الدائم ضد حزب الله وهيمنته، وهذه الثورة قد تُعيق إلى حدٍّ ما "تطبيع" علاقات الرئيس سعد الحريري مع حزب الله، وهذه الثورة قد تظلّ مفهومة ومقبولة داخل تيار المستقبل، وحتى عند الرئيس سعد الحريري نفسه، إلاّ أنّ الأمور قد تسوء إذا استمرت على هذا النحو وأكمل ريفي هجومه على التسوية الرئاسية التي جاءت بالجنرال عون رئيساً للجمهورية، ممّا يُحرج فعلاً الرئيس سعد الحريري المتوافقة مصالحه السياسية والشخصية والمالية مع رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، وقد يُؤذن ذلك (لا سمح الله) إلى أن يُعاود الرئيس سعد الحريري رفع البطاقة الحمراء بوجه اللواء ريفي مرّةً أخرى قائلاً: ريفي لا يُمثّلني، فيتمثّل ريفي عندها بقول الشاعر:
يخيبُ الفتى من حيث يُرزقُ غيرُه
ويُعطى الفتى من حيث يُحرمُ صاحبُهْ.