وأفاد الجيش في بيان أن "طائرات حربية ومروحيات هجومية وطائرات لقوات الدفاع الإسرائيلية هاجمت ليل الجمعة حوالي مئة هدف لمنظمة حماس الإرهابية في قطاع غزة".
وقال الجيش إن الأهداف تضمنت مجمعا تستخدمه حماس بحسب البيان لتنسيق عملياتها في الضفة الغربية المحتلة، إضافة إلى "موقع تصنيع أساسي للصواريخ" في قطاع غزة.
وقال مصدر أمني في غزة إن عشرات الضربات استهدفت قواعد لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في القطاع. وتابع المصدر أنه تم استهداف أكثر من 40 موقعاً بأكثر من 100 ضربة.
وتحدّث سكان القطاع عن عدد من الصواريخ أطلقت تجاه البلدات الإسرائيلية القريبة من حدود القطاع رداً على الغارات.
وفي وقت سابق، كان الجيش الإسرائيلي أفاد في بيان أنّ صاروخين أُطلِقا مساء الخميس من غزّة على منطقة تلّ أبيب، نافياً سقوط ضحايا أو وقوع أضرار. ودوّت صفّارات الإنذار في تلّ أبيب ومحيطها في وقت مبكر الجمعة. ولم يبلغ عن إصابة أي إسرائيلي.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حذّر حماس الأحد من أنّ إسرائيل لن تتردّد في شنّ "عمليّة واسعة النطاق" في غزّة، بعدما باتت المواجهات شبه يوميّة بين الطرفين.
والجمعة، حذّرت سرايا القدس، الذراع المسلح لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، إسرائيل من تداعيات مواصلة شن غاراتها على قطاع غزة. وقال بيان صادر عن كتائب سرايا القدس إن إسرائيل، "تتحمل نتائج عدوانها على قطاع غزة".
النفير العام
وأعلنت الكتائب، في بيانها، عن رفع "الجهوزية والنفير العام في صفوف مجاهديها للتصدي لهمجية الاحتلال، رغم استجابتها وتعاطيها مع الجهود المصرية بشكل كبير".
وأضافت "على ما يبدو أن العدو قد فهم صمتنا خطأ، وأنه قد تمادى في عدوانه وبطشه ضد أبناء شعبنا ومقاومته، ويبدو أن العدو لم تصله رسالة المقاومة جيدا".
من جانبه، اتهم الجيش الإسرائيلي، حركة حماس، بالمسؤولية عن إطلاق صاروخين من قطاع غزة باتجاه منطقة غوش دان، بحسب أفيخاي أدرعي، الناطق باسم الجيش، عبر صفحته في موقع فيس بوك.
وسبق وأن نشر أدرعي تغريدة على صفحته في موقع تويتر، قال فيها "في هذه الاثناء يهاجم الجيش الاسرائيلي أهدافا ارهابية في قطاع غزة". ونفت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، الخميس، مسؤوليتهما عن إطلاق الصاروخين.
وفي ذات السياق، قالت وزارة الداخلية بقطاع غزة، إن إطلاق الصاروخين، من قطاع غزة، عمل "خارج عن الإجماع الوطني والفصائلي".
وأضافت الوزارة التي تديرها حركة حماس، في تصريح مقتضب، إنها "تتابع الأمر، وستتخذ إجراءاتها بحق المُخالفين"، دون مزيد من التوضيح.
وهذا هو أول هجوم من نوعه في المدينة منذ حرب غزة بين حركة حماس التي تدير القطاع وإسرائيل في 2014. ومنذ ذلك الحين اندلعت موجات أصغر من القتال لكن تم احتواؤها بوساطة مصر والأمم المتحدة.
مفاجأة
وقال المتحدث العسكري البرجادير جنرال رونين مانليس لراديو إسرائيل "كانت هذه مفاجأة فعلا". وأضاف أن إسرائيل لا تعلم بعد بالجهة التي أطلقت الصاروخين. لكن متحدثا عسكريا إسرائيليا آخر حمل حماس المسؤولية الجمعة.
وأصدرت الولايات المتحدة بيانا لدعم إسرائيل بعد التطورات التي حدثت يومي الخميس والجمعة. وقال جيسون جرينبلات مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط "ما زالت حماس وغيرها من التنظيمات الإرهابية في غزة مستمرة في خذلان شعبها يوما بعد يوم وتجر غزة إلى أسفل من خلال اختيار العنف دوما". وأضاف "هذا الأسلوب لن ينجح أبدا. أبدا".
وطالب نفتالي بينيت عضو مجلس الوزراء الأمني المصغر، الذي يسعى للفوز مع رئيس الوزراء بأصوات اليمينيين في الانتخابات القريبة، باغتيال قادة حماس. وأضاف "حان الوقت لهزيمة حماس للمرة الأخيرة".
وواجه نتنياهو ضغوطا من المعارضة المنتمية ليسار الوسط التي قال أبرز مرشحيها الجنرال السابق بيني جانتز إن "العمل الشرس والعنيف وحده هو الذي سيعيد الردع الذي تلاشى" في عهد رئيس الوزراء.
وشهد العام الأخير توترا متزايدا على امتداد الحدود بين إسرائيل وغزة منذ بدأ الفلسطينيون احتجاجات عنيفة قرب السياج الحدودي والتي غالبا ما تدفع الجيش الإسرائيلي للرد بشكل يتسبب في سقوط قتلى.
وقتل نحو 200 فلسطيني في المظاهرات كما لقي 60 فلسطينيا آخرون حتفهم في مواجهات أخرى شملت تبادل إطلاق النار عبر الحدود. وقتل جنديان إسرائيليان بنيران فلسطينية.