لفت عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم خلال المشاركة في مؤتمر اتحاد البرلمانات الاسلامية المنعقد في الرباط إلى "اننا نأتي اليوم الى المغرب وطن التاريخ والعلم والثقافة، فهنا كتب ابن خلدون مقدمته ورست ريشة اشرعة مداده وهي تقرأ لنا كف واقع الامة وعصارة ما شاهده ورآه وأحسه ابن بطوطة وابن رشد والادريسي ونأتي من مدن المشرق، المدن التي يمتد برها سيفا في البحر الى الرباط ونحن ممتلئون بحكايات المنجمين عن الدار البيضاء المفتوحة على الافق وطنجة ومراكش وتطوان مدينة الاغنية والرقة".
وأشار إلى "اننا نلتقي اليوم والتحديات جمة والظروف ضاغطة على امتنا وطنا وطنا بالقرارات واللقاءات والاعتداءات وبحروب القضاء على الارهاب والاستثمار عليها وعلى الوقت لتحويل الانتباه عن مشاريع الصفقات والمخططات لانهاء القضية المركزية، القضية الام قضية فلسطين وبما لا يلبي متطلبات السلام العادل والشامل على حساب الاماني الوطنية للشعب الفلسطيني باقامة دولته وعاصمتها القدس، وعلى كل كيانات المنطقة وباستمرار وضعهم على منظار التصويب في اطار السعي الى استبدال هوية العدو خدمة لـ"صفقة القرن" صفعة العصر".
وأضاف: "مع استمرار الواقع الاحتلالي الاستعماري بكل فصوله وتداعياته وآثاره لفلسطين والجولان ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا وجزء من الغجر وغيرها من النقاط السيادية والمنطقة الاقتصادية الخالصة والحدود البحرية في وطني لبنان، فإن اخطر القرارات السياسية في تاريخ القضية الفلسطينية التي نددت بها شعوبنا وحكوماتنا تلك التي اتخذها الرئيس الاميركي دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده الى القدس ووقف تمويل "الاونروا"، الامر الذي سيترك انعكاساته السلبية على الواقع التربوي والصحي وغيره للاخوة الفلسطينيين".
وتابع: "امام ما تتعرض له القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، فالمطلوب اليوم تأمين المساحة المشتركة للتفاهم والتوافق بين القوى الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام لاستعادة الوحدة الفلسطينية التي كانت وستبقى امضى الاسلحة ضد الاحتلال وفشل كل الاساليب مع هذه العدوانية الهمجية للكيان الغاصب يؤكد من جديد اننا مطالبون بدعم نهج المواجهة الذي اختاره الشعب الفلسطيني بعدما استنفد كل الفرص وايمانه بأن لم يعد امامه الا المقاومة اولا والمقاومة اولا والمقاومة 11 كوكبا، كما اكد دولة رئيس المجلس النيابي نبيه بري من عمان وجنيف ورئيس مجلس الامة الكويتي دولة الرئيس مرزوق الغانم. والخطوة الاهم في مسيرة المواجهة والتزام فلسطين رفض كل انواع التطبيع والتواصل مع العدو الاسرائيلي تحت اي عنوان او ذريعة، فأي شكل من اشكال التطبيع المباشر والمقنع هو طعنة لفلسطين والامة وشراكة في العدوان على فلسطين وشعبها، وبعد الانتصارات التي تحققت في مواجهة الارهاب في اكثرية اوطاننا خصوصا في العراق وسوريا ودول المغرب العربي وهو ما سيؤدي الى الانتصار على الارهاب على مساحة العالم، وهو ما يرتب علينا مسؤولية المواجهة بنشر الوعي والثقافة والتربية على المبادئ والقيم التي ارساها ديننا الحنيف".
وقال: "باسم مجلسنا النيابي، نطلب الى مؤتمركم اتخاذ قرار واضح وحاسم ضد صفقات تبديل الارض والوطن البديل وتوطين اللاجئين والنازحين من الاشقاء الفلسطينيين والسوريين في لبنان وغيره من دولنا ومساعدة الاشقاء السوريين على العودة الى وطنهم بإزالة العوائق بعدما تحررت الاجزاء الواسعة من احتلال الارهاب والعصابات المسلحة".
وأضاف: "اسئلة كثيرة تتردد عن فعالية اتحاد برلماناتنا وقدرته على التأثير والانتاجية في ظل التحديات والمشكلات التي تواجه الانسان في بلداننا على كل الصعد والمستويات الحياتية. ومع ازدياد الخلافات والانقسامات، تصبح الاولويات في خبر كان، فماذا فعلنا للتخفيف من الاعباء عن كاهل المسلمين في جهات الارض الاربع؟ ماذا قدمنا من حلول لازماتهم المعيشية اليومية الا بعضا من فتات لا يسمن ولا يغني؟ ولماذا لم نمارس دورنا بالضغط لوضع الخطط والرؤى الانقاذية المطلوبة لحلول مستدامة؟ فمتى نستثمر على الانسان ثروة بناء مجتمعاتنا؟".
وتابع: "ها نحن نعود لنختلف على تفاصيل البيان وتوجيه الاتهامات ليغني كل على ليلاه بدل الاعتصام بحبل الله ولا نتفرق لننجح وننتصر، فقد آن الاوان لاتخاذ القرارات الجريئة ونبتعد عن الاحقاد ونتمسك بالحكمة والوعي والعقلانية ونعتمد النقاش الموضوعي والحوار البناء لحل خلافاتنا واختلافاتنا (الاسلامية - الاسلامية) مهما كان حجم الازمات لاننا ما زلنا في دائرة التصويب والاستهداف كأمة وكي لا يستمروا في أخذنا فرادى، فلنكن عصبة صفيقة واحدة قادرة على وضع المستقبل لامتنا وشعوبنا وحفظ ديننا".
وختم: "إذا كنا جادين في حمل تطلعات واماني شعوبنا وقضايا امتنا، فالمطلوب تفعيل العلاقات بين بلدان العالم الاسلامي بكل مستوياتها البرلمانية والسياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية والتضامنية لتحقيق الغاية المرجوة لمزيد من التواصل والاندماج ومتابعة تنفيذ القرارات والتوصيات لنقرن القول بالفعل وكي لا نعود بعد سنة وسنتين وعقد لنكرر ولنجدد الخطاب والبيان. هذا ما يجب العمل عليه لخير شعوبنا وبلداننا لنستطيع ان نكون الرقم والموقع المميز في هذا العالم".