يبدو أن تزامن بدء زيارة الرئيس روحاني مع حفل تنصيب غريمه في الإنتخابات الرئاسية إبراهيم رئيسي كرئيس جديد للسلطة القضائية لم يكن من قبيل المصادفة ومن المرجح جدًا ان يكون عدم تواجد الرئيس في إيران أثناء حفل التنصيب مخططًا ومبرمجًا حتى لا يضطر روحاني للحضور في حفل لا يعجبه لمنافسه على المنصب الرئاسي إبراهيم رئيسي.
وأقصى ما فعل روحاني بعد تعيين رئيسي إلى رئاسة السلطة القضائية هو توجيه رسالة تهنئة اليه على توليه المنصب الجديد ليلقنه درسًا في الأدب، نظرا لان رئيسي لم يتصرف بالمثل بعد الهزيمة في الإنتخابات الرئاسية.
وكان لافتًا أن روحاني أجل ارسال الرسالة إلى ابراهيم رئيسي ليومين ربما للتذكير.
إقرأ أيضًا: من يفاوض إيران بعد تخليها عن جميع أوراقها؟
وأما في العراق استعاض الرئيس روحاني تملصه من الحضور في الاجتماع مع رئيسي بالإجتماع مع المرجع الأعلى للطائفة الشيعية في العالم آية الله العظمى السيستاني وكان اللقاء ممتاز جدًا وفق مدير مكتب الرئيس الإيراني محمود واعظي.
ويعد لقاء الرئيس روحاني مع السيستاني هو أول لقاء لرئيس إيراني مع السيستاني وذلك لأن الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني عند ما التقى السيستاني لم يكن رئيسًا والرئيس السابق احمدي نجاد رفض السيستاني طلبه للقاء.
ويبدو أن روحاني استغل تلك الزيارة لاستعراض قوته والتأكيد على أنه هو الرئيس الحصري للجمهورية الإسلامية وعلى الاخرين أيا كانوا أن يحترموا هذا الموقع.
إقرأ أيضًا: هل يتوسط العراق بين إيران وأمريكا؟
وبتعبير آخر يحاول روحاني عبر هذا الاستعراض ان تعيد العلاقات الإيرانية العراقية إلى مجاريها الدبلوماسية بعد أن سيطر عليه العسكر في السنوات القريبة الماضية.
تأتي هذه الزيارة بعد اسابيع فقط على استقالة وزير الخارجية الإيراني نتيجة اختلاط الأوراق بين السلطة التنفيذية والقوى العسكرية.
إن حفاوة الاستقبال التي تلقاها الرئيس روحاني أن تعود في احد أسبابها الى أن العراقيين هم أيضًا يفضلون إعادة الدبلوماسية إلى العلاقات بين البلدين حيث أن عسكرة تلك العلاقات كانت ضرورة تقتضيها الأوضاع الأمنية في السنوات الماضية وبعد تكنيس العراق من الدولة الداعشية ينبغي عودة الدبلوماسية إلى تلك العلاقات.