في بلاد الواق الواق، حيث استشرى الفساد ونهب أموال الإمبراطورية، حصلت أعجوبة كانت أحداثها أقرب إلى واقع الأبالسة من خيال الأشراف...
كان في تلك البلاد محافظة محرومة يعاني أهلها من شظف العيش كرمى لشجاعتهم وبسالتهم في مواجهة أي عدو فعمل الإمبراطور على تعبئتهم بثقافة الولاء الأعمى وتقديس الذات البشرية...
وفي يوم من الأيام، كان لهذا الإمبراطور موظّف يُعنى بشؤون العمل البلدي لهذه المحافظة بحيث لم يكن نظيف الكفّ أو طيّب السمعة فكان جميع الأحرار يئنّون من فساده ومحاصصاته الّتي أودت بمقدّرات منطقتهم إلى التّهلكة ووضعتها تحت العجز المالي...
إقرأ أيضًا: بلديّات بعلبك الهرمل، مؤسسات رسميّة أم صرخات لوعة تحكي فساد القيّمين!!!
وعلى حين غرّة، جاء قرار بإيجاد مبنى لهذه المحافظة وكانت المفاجأة حينما خصّصوا لها أرضاً تبعد عن القاصي والدّاني آلاف الأمتار وعشرات الكيلومترات متناسين وجود قرار سابق يلزمهم بمبنى مُشيّد وسط عاصمة المحافظة وكلّه بغية رفع أسعار أراضيهم المحاذية للأرض البعيدة...
تعالت صرخات الناس ولم يأبه أحد لهم، وفي نهاية المطاف كانت أكبر صفقة إحتيال ونصب في تاريخ تلك البلاد...
إقرأ أيضًا: ترياق ضائقة حزب الله الماليّة، أيديولوجية تبرّعات ودعم، أم قصاص ومحاسبة!!!
كانت الصاعقة عندما تجانف أفراد العصابة المؤلفة من المعني عن إنماء البلديات ورئيس بلدية العاصمة وطفل مدلل لدى الوالي وممثّل للشّعب في مجلس الشّيوخ عن الأرض المذكورة بدايةً وتحوّلوا إلى أرض غير ذي شرعيّة بمساحة ٢٢٠٠٠ دونم ووضع ثمن للمتر الواحد ب ٥٠٠ دولار أميركي وهي لا تساوي ربع القيمة المذكورة إرضاءً لنجل محامي تاريخه مليء بدعاوى النصب والإحتيال...
ويبقى السؤال هل من الممكن أن تبقى بلاد الواق الواق صامدة في وجه سرطانها الممثّل بواليها الفاسد، أم أنّه سيتجلّى إسمها ببلاد ما بين الحزبين!!!