أصبح الإشتراك في شبكات التواصل الإجتماعي أمراً ضرورياً في وقتنا الحالي. ولعل أحد أهم الأسباب التي تجذب الأشخاص للدخول في عالم الشبكات الإجتماعية الإفتراضية هو أنها سهلة الإستخدام ومجانية تماماً، ومحتواها يتجدد بإستمرار. لكن في المقابل، غيرت هذه المواقع من سلوكيات البعض، بحيث أصبح تركيزهم ينصب على التقاط الصور أثناء اللحظات الممتعة لمشاركتها على مواقع التواصل، بدلاً من عيش تلك اللحظات والإستمتاع بها بأفضل طريقة ممكنة.
إشارات الإدمان
مع كثرة إستخدام منصات التواصل، قد ينفصل الشخص عن واقعه الحقيقي ويدخل في مرحلة الإدمان، بحيث يتحول الأمر إلى مشاركة كل شيء يحصل في الحياة، ما يحوّل هذه المشاركات إلى أمر مزعج. ومن إشارات إدمان المنصات الإجتماعية هو الإنشغال بما يحدث أو سيحدث على المنصات أكثر من الإنشغال بما يحدث في البيئة الواقعية المحيطة. ومن إشارات الإدمان أيضاً، مشاركة أبسط الأمور، حتى لو كان الأمر إحتساء فنجان قهوة، وكأنه لا يمكن الشعور بمتعة اللحظة إلّا عند مشاركتها على منصات التواصل. كذلك من إشارات إدمان مواقع التواصل، محاولة جمع أكبر عدد ممكن من الإعجابات والمتابعين بأية وسيلة، حتى لو كانت من خلال نشر أخبار زائفة أو محتوى غير مألوف أو مخالف لعادات وثقافات المجتمع أو القيام بأمور خطيرة وجنونية، من أجل لفت الأنظار وزيادة المتابعين.
الدراسات والأبحاث
لطالما أثار إدمان إستخدام شبكات التواصل الإجتماعية إهتمام الباحثين. فعدد كبير من الدراسات حول مدى تأثير الشبكات الاجتماعية على حياة الأشخاص توصّل إلى أن إدمان وسائل التكنولوجيا يشبه إلى حد كبير إدمان الكحول والتدخين، كما أن استخدامها لفترات طويلة يقلل مستوى السعادة التي يشعر بها الشخص ويتسبب بالكثير من الأضرار المباشرة على حياة الأشخاص وظهور مشكلات عدة أخرى مثل التوتر والشعور بالقلق والاكتئاب والأرق وإضطرابات أثناء النوم.
تقييم الوضع
على الرغم من سلبيات إدمان منصات التواصل الإجتماعية، إلّا أنه لا يمكن أيضاً تجاهل الفوائد كبيرة لهذه المنصات عند إستخدامها بشكل صحيح في التعرف الى الأصدقاء والمجموعات التي تتشارك نفس الإهتمامات، وتبادل الأفكار والإطلاع على الثقافات الأخرى والإطلاع على الأخبار من مصادر موثوقة. ومع تضارب الآراء حول طريقة إستخدام منصات التواصل، لا بد من الإشارة إلى أنّ الحرية الشخصية مكفولة لجميع الأشخاص، ولا يمكن لأحد أن يملي على الآخرين ما يفعلونه وما لا يفعلونه، ولكن يجب في بعض الحالات على المستخدمين تقييم الوضع بطريقة شخصية، وإعادة النظر في مفهوم التواصل الإجتماعي واستخدامه بطريقة منطقية.