من جديد تشكل بيروت محطة أميركية حيث من المتوقع أن يصلها وزير الخارجية الاميركي مطلع الاسبوع القادم في نهاية جولة له شملت اسرائيل والكويت ويبدو واضحاً أن لبنان في دائرة الاهتمام الاميركي في السنوات الأخيرة، الأمر الذي ترجم إبان الحرب على الارهاب والدعم الاميركي الكبير للجيش اللبناني في معركته ضد التنظيمات الإرهابية عند الحدود الشرقية.
تكثر الأسئلة مؤخراً حول الأجندة الاميركية في المنطقة بعد قرار الانسحاب من سوريا، وطبيعة الدور الذي ستلعبه واشنطن في مواجهة التمدد الايراني الروسي، والذي بات لبنان إحدى ساحاته الأساسية، إلا أن عند الزوار الاميركيين أسئلة ستحضر حكما على جدول أعمال بومبيو، وتتمثل بمدى صمود النأي بالنفس اللبناني والدور الذي يلعبه حزب الله والذي يشكل شريكاً أساسياً في الحكومة وفي عهدته حقائب وازنة أبرزها وزارة الصحة العامة.
إقرأ أيضًا: رسالة بومبيو للمسؤولين اللبنانيين لا تساهل
هذا وسيحضر ملف النازحين السوريين في محادثات بومبيو، رغم أن واشنطن لم تقدم رؤية واضحة بعد لعودة هؤلاء، ولم تبادر بهذا الاتجاه على غرار ما فعلت روسيا، ولكن الملف الابرز الذي سيطرحه بومبيو سيتمثل بموضوع الحدود البحرية وملف استخراج النفط والغاز، في محاولة لإعادة إحياء طرح خط هوف الذي سبق للولايات المتحدة أن طرحته كحل بين لبنان واسرائيل، إلا أن الموقف الرسمي اللبناني كان ولا يزال رافضاً لهذا الطرح الذي يأخذ من لبنان مساحات واسعة لصالح اسرائيل، فهل من جديد سيأتي به بومبيو على هذا الصعيد؟ أم أنه سيحاول إعادة تسويق هذه الفكرة مجدداً؟
إقرأ أيضًا: ما هي رسائل ساترفيلد؟
وعلى ما يبدو فإن هذه النقطة ستكون من النقاط الأساسية التي سيركز عليها الوزير الضيف.
وتشير بعض المصادر إلى أن الموقف اللبناني سيكون موحداً وثابتاً من هذا الموضوع، دفعاً باتجاه محاولة الحصول على تعهد أميركي إذا أمكن من أجل العمل على المساعدة في حل قضية اللاجئين والعمل على معالجة أزمة الحدود مع إسرائيل في الخلاصة إنّ المنطقة على خط النار، وما بين حراك اميركي تارة، وحراك روسي تارة أخرى، تبدو معرّضة لاهتزازات تهدّد التسويات، ما يرسم علامات استفهام حول مستقبل المنطقة، خصوصاً وأنّ كل هذه الحراكات تؤشّر الى توجّه لإعادة خلط للأوراق على المستوى الإقليمي، وبشكل أكثر حدة على خط العلاقات الروسية الأميركية.