لكن بالنسبة لخبير في الشؤون التركية، تشير مذكرات المدعي إلى أن رجال أردوغان كانوا يعرفون تمامًا ما سيحدث، وسمحوا لبعض الأحداث أن تتكشف بطريقة "مسيطر عليها"، لاستغلال ذلك فيما بعد كذريعة للقمع.
وأضاف الموقع أن رجال أردوغان قاموا بصياغة هذه الوثائق "مسبقًا قبل استخدامها في وقت لاحق في محاكمات ضد خصومه السياسيين".
وقال أندرو داف العضو السابق في البرلمان الأوروبي لموقع EUobserver: "أخيرًا ، نحن نعرف الآن كيف استغل أردوغان الانقلاب المزعوم بسرعة وبلا رحمة".
وبالإشارة إلى أحداث يوليو 2016، قال داف إن بعض الوقائع التي صاحبت الانقلاب وهمية، مضيفا "من مشاهدة التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي في تلك الليلة، شعرت بالريبة من أن كل شيء لا يبدو حقيقيا".
وتابع داف "حقيقة أن أردوغان نفسه لم يتم أسره أو إيذائه تبدو غريبة أيضًا. في الانقلاب الحقيقي، يظل أردوغان هو الهدف الأساسي وربما الوحيد للمتآمرين".
وتساءل داف: "عند التحدث إلى عدة مصادر مطلعة، أشعر بالحيرة أكثر من أي وقت مضى لماذا فشل الانقلاب. لم يفشل الجيش التركي أبدًا في الانقلابات التي قام بها من قبل ... لماذا فشل الآن؟".
وداف ليس الوحيد الذي يشك في رواية أردوغان بشأن الانقلاب المزعوم، بل يضاف إلى مجموعة أوسع تضم زعيم المعارضة في تركيا كمال كيليتشدار أوغلو الذي وصف أحداث يوليو بأنها "انقلاب مسيطر عليه".
كما قال الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي، السياسي الألماني مارتن شولتز، إن الإجراءات التي اتخذت ضد ما يسمى بالانقلابيين لا تتناسب مع قاموا به من أحداث "وهمية"
الأمر نفسه قاله فرع الاستخبارات في الاتحاد الأوروبي (IntCen) الذي يجمع معلومات من أجهزة تجسس بدول الاتحاد الأوروبي.
ويقول أردوغان إن رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن، الذي يعد أحد أبرز خصومه السياسيين، دبر محاولة انقلاب عام 2016، الأمر الذي نفاه الأخير.