أخبار سارة، بكل الاتجاهات:
1 - الرئيس سعد الحريري، في بعبدا بعد ظهر أمس، كل الملفات على طاولة البحث مع الرئيس ميشال عون، وأجوبة حاسمة عن مجموعة من النقاط المثارة، فحول الفساد، قال رئيس الحكومة: «الحكومة ستحارب الفساد، وعمرها شهر واحد، وسيقع النّاس في قبضة القضاء، لا نريد تسييس هذا الملف، فطائفة مَنْ يرتشي هي الرشوة».
واشار: «موقفي وموقف الرئيس عون واحد، والرئيس نبيه بري يدعمنا، والأحزاب لديها القرار نفسه، ولن نغطي أي شخص مرتكب».
وفي موضوع عدم مشاركة الوزير صالح الغريب في مؤتمر بروكسيل، رفض الرئيس الحريري ان يحصل لغط سياسي. وملف النازحين ممنوع ان يكون حوله خلاف سياسي، «ونريد عودة النازحين البارحة قبل اليوم» ولكن هذا لا يتم بين ليلة وضحاها..
وحول قضية الـ11 ملياراً والتوظيفات المخالفة للقانون، قال: «الآن أنجز قطع الحساب، ومن كان يتحدث عن 11 ملياراً بدأ يلاحظ ان الكلام السابق كان مسيساً ويتم العمل على ان تكون هناك موازنة، يجب ان تنجز وقطع حساب يجب ان يحول إلى مجلس النواب ونقطة على السطر.. مؤكداً ان «حزب الله أو تيّار المستقبل ليسا متجهين لإتهام بعضهما بعضاً بالفساد، بل متجهان إلى إنهاء الفساد مع التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ومع كل الأفرقاء».
2 - الوزير السابق اشرف ريفي في بيت الوسط، مصالحة مع الرئيس الحريري، تفتح الباب امام إعادة اللحمة إلى الفريق السيادي في معركة طرابلس الانتخابية الفرعية.
مصالحة الحريري- ريفي
وشكل لقاء المصالحة الذي جمع الرئيس الحريري والوزير السابق اللواء اشرف ريفي، في منزل الرئيس فؤاد السنيورة، وفي حضور الوزير السابق رشيد درباس، تطوراً بالغ الأهمية على صعيد الانتخابات الفرعية التي ستجري في طرابلس في 14 نيسان المقبل، من شأنه ان يُخفّف الضغط على تيّار «المستقبل»، وبالتالي يدعم فرص فوز مرشحته السيدة ديمة جمالي، خصوصاً بعدما أعلن الرئيس السنيورة، ان اللواء ريفي لن يترشح في الانتخابات الفرعية وسيؤيد المرشحة جمالي.
على ان الأهم في لقاء المصالحة، هي المصالحة نفسها، والتي وضعت حداً لفصول من الخلاف السياسي بين الرئيس الحريري واللواء ريفي، حول الخيارات التي اعتمدها رئيس «التيار الازرق» منذ إعلانه عن التسوية الرئاسية التي جاءت بالرئيس عون لرئاسة الجمهورية، ومعارضة ريفي لهذا الخيار، ومن شأن طي هذه الصفحة، فتح صفحة جديدة على صعيد إعادة اللحمة بين فريق الصف الواحد، وهو ما أكّد عليه الرئيس الحريري، عندما أعلن ان اللقاء فتح صفحة جديدة مع الوزير السابق ريفي، داعياً إلى رص الصفوف والعمل لاخراج طرابلس من الفقر».
وقال ان الحوار يجب ان يتم بين جميع الفرقاء، وأنا متأكد ان اللواء ريفي همه انماء طرابلس، ويجب علينا ان نعمل معاً لمصحلة المدينة.
ومن جهته، شدّد ريفي على ضرورة التعالي عن الأمور الصغيرة، لأن البلد بخطر، والاولوية لمواجهة التحديات، وأقول للشارع الطرابلسي ان يمارس قناعاته، لأن المدينة بحاجة إلى انماء، وان شاء الله تترجم الأمور إيجاباً.
وفي المعلومات ان المصالحة التي لعب دوراً كبيراً في اتمامها الوزير السابق درباس مع اللواء ريفي، والرئيس السنيورة مع الرئيس الحريري، لم تكن صعبة على الطرفين، في ظل الاستعداد المبدئي لكل من الحريري وريفي على ان يلتقيا ويتصالحا، ويطويا الصفحة السابقة.
وفي هذا السياق، قال درباس لـ«اللواء» انه لم يكن صعباً إقناع ريفي بالمصالحة، وكذلك بعدم خوض الانتخابات الفرعية، لافتاً إلى ان العمل على المصالحة تمّ بالتنسيق بينه وبين الرئيس السنيورة الذي كان اجتمع بريفي قبل أيام في بيروت، حيث اتفق على لقاء الرئيس الحريري.
وأوضح درباس، ان الكلام عن الخلاف حول الخيارات التي اعتمدها الحريري لم يستغرق أكثر من خمس دقائق، حسمها الحريري بالقول ان من حق الجميع ان نختلف بالسياسة، لكن مسؤولياتنا تحتم علينا ان نلتقي وان نتعاون لما فيه مصلحة المدنية ووحدة الصف الواحد.
وكشف درباس ان ريفي سيعلن في مؤتمره الصحفي غداً الخميس عزمه على عدم الترشح، الأمر الذي سيسهم في تأمين فوز مرشحة تيّار «المستقبل» بالتزكية، خصوصاً وان مرشّح جمعية المشاريع طه ناجي، قد يعزف ايضا عندما يلمس ان القوى السياسية الأساسية في المدينة بما فيها تيّار الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق محمّد الصفدي ستدعم السيدة جمالي.
في المقابل، ذكرت مصادر «لائحة الكرامة» التي ينتمي اليها مرشح جمعية المشاريع طه ناجي، ان النائب فيصل كرامي ينتظر موقف الجمعية سواء بخوض الانتخابات او العزوف عنها، فيما قال المسؤول الاعلامي للجمعية عبد القادر فاكهاني لـ«اللواء»: لا زال لدينا الوقت لتقرير الموقف، ونحن نراقب الوضع الانتخابي وندرس كل الخيارات والامر بحاجة لتردٍ وتفكير في الخيارات برغم ان الصورة الانتخابية باتت شبه واضحة.
تجدر الإشارة إلى ان وزير الداخلية ريّا الحسن أصدرت بياناً، أمس، حددت فيه مهلة تقديم تصاريح الترشيح للانتخابات الفرعية، اعتبارا من صباح غد الخميس في 14 آذار وتنتهي منتصف ليل الجمعة في 29 آذار، وتنتهي مهلة الرجوع عن الترشيح في الساعة 24 من يوم الاربعاء في 3/4/2019.
بروكسل- 3
إلى ذلك، يتوجه الرئيس الحريري اليوم إلى العاصمة البلجيكية لترؤس وفد لبنان إلى مؤتمر «بروكسل- 3»، في نسخته الجديدة، والذي ينعقد هذا العام تحت عنوان «دعم مستقبل سوريا والمنطقة»، ويضم الوفد اللبناني وزيري التربية اكرم شهيب والشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان اللذين سبقاه إلى بروكسل، أمس، بدعوة من الاتحاد الأوروبي الذي يتولى تنظيم المؤتمر، وحرص على دعوة وزيرين معنيين بشكل مباشر بملف النازحين السوريين، بدلا من أربعة وزراء مثلما حصل في العام الماضي، تجنبا لبروز انقسامات لبنانية في أروقة المؤتمر، حول الملف، في حال شارك وزير الصحة جميل جبق وشؤون النازحين صالح الغريب، المعروف منهما قربهما من النظام السوري، فضلاً عن عدم وجود ورقة لبنانية محددة في شأن النازحين، بحسب ما أكدت مصادر الاتحاد الأوروبي، والتي استدركت لـ «اللواء» بأن هذا الأمر لا يخيف، إذ ان الأردن لم يقدم ورقة عمل أيضاً، سيما وان رئيس الحكومة في المؤتمر هو الذي سيمثل لبنان.
وكشفت المصادر انه سيشارك في المؤتمر 85 ومنظمة دولية، وقرابة ألف مشارك يمثلون الدول المانحة والأمم المتحدة ومنظمات المجتمع الدولي والدول المضيفة للنازحين وفي مقدمتهم لبنان والأردن وتركيا. وسيتناول المؤتمر كيفية إغاثة النازحين ومساعدة الدول المضيفة، ويتوقع ان يتم التطرق خلال المناقشات والكلمات إلى المواضيع السياسية المتعلقة بمستقبل سوريا وإعادة اعمارها.
ومن المقرّر ان يلقي الرئيس الحريري غداً الخميس كلمة لبنان في المؤتمر، وسيؤكد على ضرورة ان تكون هناك عودة آمنة وكريمة للنازحين، كما أشار البيان الوزاري، وسيدعو المجتمع الدولي إلى تحمل كامل مسؤولياته إزاء عودة آمنة للنازحين، وإلى ضرورة تقديم الدعم والمساعدة إلى لبنان، في الوقت التي تستنزف قدرات المجتمعات المضيفة والبنى التحتية. كما من المتوقع ان يتطرق الرئيس الحريري في كلمته إلى موضوع توفير التعليم إلى النازحين وسيؤكد على ان الاحتياجات كبيرة، وستكون له أيضاً سلسلة لقاءات على هامش المؤتمر، سيناقش فيها إمكانية تطوير الموقف في ما خص عودة النازحين، والتشديد على أهمية إيفاء الدول الداعمة بالتزاماتها تجاه لبنان، حيث يأمل الحصول على مساعدات تفوق المليار دولار للتخفيف من أعباء استضافته للنازحين، على الرغم من ان الحاجة تفوق المليارين ونصف المليار.
الحريري في بعبدا
وعشية سفره إلى بروكسل، زار الرئيس الحريري رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، وعقد معه لقاء اتسم بالايجابية، بحسب مصادر مطلعة في بعبدا، وتم فيه التفاهم على سلّة نقاط أبرزها السير في مكافحة الفساد حتى النهاية، وجعل التحقيقات الجارية في هذا الملف تأخذ مداها القانوني، مع الحرص على ابقائه بعيدا عن الاعتبارات السياسية والطائفية.
ولفتت المصادر الى ان البحث تناول ايضاً مشاركة رئيس الحكومة في مؤتمر بروكسل وكان توافق على ان يكون سقف الموقف اللبناني فيه هو جوهر البيان الوزاري للحكومة، كما مضمون الموقف الرسمي من ملف النازحين السوريين. اما موضوع مشاركة الوزير صالح الغريب من ضمن الوفد فقد حضر ولكن لوحظ ان الرئيس الحريري كان مستاءا من البيان الذي أصدره الغريب وقد عكس ذلك في رده على اسئلة الصحافيين، عندما أكّد ان رئيس الوزراء هو الذي يمثل لبنان ويتحدث باسمه ويهتم بالشؤون ذات الصلة.
وإذ اكدت المصادر ان تعيين المجلس العسكري بقي خارج التداول الرئاسي في لقاء بعبدا في ظل عدم انعقاد جلسة حكومية هذا الأسبوع، اوضحت ان تطابقا في وجهات النظر بين عون والحريري ساد في ما خص تفعيل الجلسات الحكومية في المرحلة المقبلة وتحريك المشاريع المتصلة بشؤون المواطنين ولا سيما الموازنة فضلا عن الأسراع في تطبيق قوانين سيدر وقيام ضوء اخضر في هذا المجال. كما سجل الرئيسان ارتياحهما وفق المصادر لقرب موعد انعقاد اجتماع اللجنة العليا اللبنانية- السعودية المشتركة.
وقد عبر الرئيس الحريري بعد اللقاء بشكل واضح عن التفاهمات التي أرساها مع الرئيس عون، سواء في ملف مكافحة الفساد، أو مؤتمر بروكسل، أو بالنسبة إلى زيارته للمملكة العربية السعودية، حيث شدّد على ضرورة تشجيع عودة مواطني دول الخليج إلى لبنان، كما كانوا في السابق، بعد قرار المملكة رفع الحظر عن مجيئ رعاياها، آملاً ان تتخذ دول أخرى قرارات من هذا النوع في أسرع وقت ممكن، مشيرا إلى ان فريقاً كبيراً من لبنان عمل على إنجاز مجموعة من الاتفاقيات المشتركة والتي سيُصار إلى توقيعها في اجتماع اللجنة اللبنانية- السعودية.
وبالنسبة لملف محاربة الفساد والهدر، أكّد الحريري ان موقفه والرئيس عون واحد، وان الرئيس نبيه برّي يدعمهما في ذلك، ولن يكون هناك من غطاء لأي شخص مرتكب كائناً من كان، لافتا إلى ان جميع الأفرقاء السياسيين يعملون بإيجابية لحل كل الأمور من دون تسييس، معتبرا ان ملف الـ11 مليار دولار انتهى بعد إنجاز قطع الحساب الذي سيحال إلى مجلس النواب مع مشروع الموازنة، حيث ستكون هناك شفافية تامة، فالمرتكب سيثبت انه مرتكب، وكذلك لمن هو ليس مرتكباً.
وقال ان «حزب الله» أو تيّار «المستقبل» ليسا متجهين لاتهام بعضهما البعض بالفساد، بل هما متجهان إلى إنهاء الفساد بالتعاون مع «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» ومع كل الفرقاء، معتبرا ان أي مؤتمر صحافي يتناول الفساد هو حام له، فمن يريد محاربة الفساد يجب ان يعمل بصمت ووفقاً للقانون.
كتلة «المستقبل»
وتلقفت كتلة «المستقبل» النيابية، التي اجتمعت أمس في «بيت الوسط» برئاسة السيدة بهية الحريري، وجهة نظر الرئيس الحريري بالنسبة إلى الفساد، مشددة على «اعتبار الاصلاحات الإدارية والمالية والقطاعية التي التزمتها الحكومة في بيانها الوزاري المدخل الحقيقي والسليم لوقف الهدر ومكافحة الفساد ومنع التطاول على المال العام». ورأت ان «المبارزات الجارية على غير جبهة سياسية والتسابق الجاري لحمل راية مكافحة الفساد هي مبارزات تقع بمعظمها في خانة المزايدات أو الصراخ الذي يحجب الأنظار عن الجذور العميقة للفساد والهدر، إلا ان الكتلة رفضت الدخول في البازار السياسي والإعلامي المتعلق بهذه المسألة، آملة ان تلقى دعوتها إلى التركيز على البرنامج الحكومي والتضامن على إنجاز الإصلاحات المطلوبة الصدى الإيجابي لدى كل من يعنيهم الأمر».
وأكدت الكتلة ان مشاركة رئيس الحكومة على رأس الوفد اللبناني لمؤتمر بروكسل كافية لأن تغطي كل جوانب التمثيل الوطني والرسمي.
وفيما يشبه الرد على بيان الوزير الغريب، رأت ان بضض المحاولات التي ترمي إلى تحميل أصدقاء لبنان في المجموعة الأوروبية والمجتمع الدولي تبعات الحساسيات المحلية لن تقدّم أو تؤخّر في المسارات المعتمدة للتعامل مع قضية النازحين، ولن تعود كونها أساليب معروفة ومرفوضة لعرقلة أي جهد يقوم به رئيس الحكومة، الذي سيحمل حكماً موقف لبنان الرسمي بعيداً عن أية مزايدات وتأويلات».
لاكروا في بيروت
وفي مجال آخر، علمت «اللواء» ان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا، الذي زار أمس الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية جبران باسيل، اعرب امام رئيس الجمهورية عن ارتياح الامم المتحدة للتعاون بين قوات اليونيفيل والجيش اللبناني كما للعلاقة القائمة مع اهالي منطقة الجنوب مركزا على وجود فرصة امام الحكومة من اجل تعزيز التعاون والتدريب بين «اليونيفيل» والجيش.
واذ أكد الرئيس عون رفض اسرائيل تحديد الحدود البحرية ابدى لاكروا تفهما للموقف اللبناني. كذلك شرح الرئيس عون للمسؤول الدولي موقف لبنان من موضوع بناء اسرائيل للجدار الاسمنتي مؤكدا اهمية عدم حصول اي اعتداء على لبنان.
وابلغ الرئيس عون لاكروا «ان لبنان لا يزال يواجه معارضة اسرائيلية لترسيم الحدود البحرية في المنطقة الاقتصادية الخالصة، على رغم الاقتراحات التي قدمت في هذا الاتجاه»، لافتا «الى ضرورة وقف الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية في البر والبحر والجو».
بدوره، أكد الرئيس نبيه برّي على «العلاقات العائلية بين «اليونيفيل» وأهالي الجنوب، معرباً عن قلقه من موضوع التأخير في ترسيم الحدود البحرية»، مشددا «على أهمية دور الامم المتحدة في هذا المجال».
اما لاكروا، فجدد التأكيد على أهمية التعاون مع الحكومة في مختلف المجالات لاسيما عمل اليونيفيل»، متمنيا «ان يتعزز هذا التعاون خصوصا بعد تشكيل الحكومة الجديدة»، مقدرا الدور الذي يلعبه الجيش في اطار حفظ السلام على الحدود.