أطلّ السيّد حسن نصر الله منذ ثلاثة أيام بمناسبة إحياء حزب الله الذّكرى الثلاثين لتأسيس هيئة دعم المقاومة الإسلامية وتمحور كلامه حول تاريخ الحاضنة الشعبية ودورها البارز في نهضة هذه الحركة وقيام تأثيرها الواضح الإقليمي من جهة والدّاخلي من جهة أخرى وتبعها بوضع أسس الحزب لمحاربة الفساد المستشري في الدولة اللبنانية ومبادرتهم الجدّية في هذا الأمر...
وبعد استرساله في الخطاب، شدّد على ضرورة تكثيف الإمدادات والمساندة المادّية النّابعة من الحاضنة الشّعبيّة في هذه المرحلة بغية استمرار وديمومة المقاومة موصلاً رسالة أنّ بقاءها على المحك!!!
إقرأ أيضًا: سياسة حزب الخدماتية التهكم والإهانة وإليكم التفاصيل
والغريب في الأمر، أنّ ما تبقّى من الحاضنة الشّعبيّة الّتي بدأت بالتّفكّك وسلوك سبيل الإنحدار هرعوا إلى تحويل رواتبهم وما يقدرون عليه إلى موضع وصال الإغاثة تلبية لنداء الأمين.
والمفارقة العجيبة في الأمر أنّهم وإيّاه نسوا أو تناسوا المكاتب والسيارات الفارهة والمؤسسات الإقتصادية وحسابات البنوك الضّخمة الّتي يملكها مسؤولون بارزون في مركز قرار الحزب وقيادته عدا عن علاقات واضحة وصريحة مع أكبر تجار المخدرات ومصنّعيها والّتي ما قامت ولا جُمِعت إلّا من شحّ على العناصر وحرام اقترفته أيديهم وباطل نطقته ألسنتهم.
استنساباً إلى ما تقدّم، وإن صدق سماحته في كلامه فإنّ هناك أمرين هما الخطوة الأولى في مشوار الدعم والإصلاح يبدآن بحذوه حذو عدوّه "محمد ابن سلمان" ويعتقل من تعالت صرخات الناس من أفعالهم ودنسهم وأن يحجر على أموالهم ليصرفها في ميزانيّة الدّعم وهي كفيلة لوحدها بأن تجعل إقتصاد الحزب مستقراً على مدى ست سنوات متعاقبة دون أن يهزّ به حصار أو يعصف بكيانه قرار دولي!!!
إقرأ أيضًا: إستقالة ظريف، تبرئة دبلوماسية من هفوات الحرس أم تأشيرة دخول لصيف ساخن!!!
وفي حال حطّت أقدام سماحته هذا المسير رغم استبعادي لذلك لأنّها ما هي إلّا استقطاباً لأموال "سيدر"، عندها تكون ضربة تُرفع لها القبّعات وتنحني لها القامات.
وكخاتمة ممتعضة من الخطاب والسّذّج، حين تعتاد الكوادر الثورية حياة الرخاء والشقق الفخمة والمكاتب المكيفة والسيارات الفارهة ستصبح أشدّ خطراً على الثورة من أعدائها وأيّ عمل أو قول لا يعدّ مغايراً لهذا الواقع سيكون انبثاقاً تلقائيّاً منه.