كتب بيير غانم في "العربية": تعبّر ميزانية الحكومة الأميركية بشكل كبير عن توجهاتها السياسية الخارجية وتوحي نصوص الميزانية المقترحة للعام 2020 بالكثير تجاه بعض الدول العربية، المثير في هذا العام اللغة التي أرفقتها الحكومة الأميركية بطلب تمويل العلاقات العسكرية والأمنية في الشرق الأوسط.
مصر 1.3 مليار
تؤكد ميزانية وزارة الخارجية الأميركية أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ملتزمة بدفع مليار و300 مليون دولار أميركي لمصر. وبحسب القانون، يُطلب من وزير الخارجية أن يؤكد أن مصر تحافظ على علاقتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وتلتزم ببنود اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية للعام 1979.
من اللافت أن هذا البند يشير إلى أن هذه القيمة من المساعدات السنوية يتمّ دفعها إلى حساب خاص في مصارف نيويورك كما كانت العادة دائماً.
أموال لسوريا
كان من الملاحظ في طلب الميزانية الأميركية للمساعدات في سوريا أنها تشير إلى تخصيص أموال للمساعدة في بناء حكم يمثّل الشعب ويشمل مكوناته ويخضع للمحاسبة. أشار أيضا إلى توسيع دور المرأة في التفاوض لوقف العنف وفي أي انتقال سياسي في سوريا.
شدد بيان الخارجية على تخصيص أموال أيضاً لتطوير "شرعية المعارضة عبر الحدود" وتطوير المجتمع المدني والإعلام المستقل في سوريا والتحقيق في الجرائم ضد حقوق الإنسان ومواجهة الفكر المتطرف.
من اللافت أيضا أن الولايات المتحدة تخصص مساعدات لقوات الفصل الدولية في الجولان وقالت إن الحكومة الأميركية تتوقع عودة عديد قوات "اندوف" إلى 1250 عنصراً على أن ينتشروا في حدود الفصل السابقة ويراقبوا وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل بحسب خط فك الارتباط في العام 1974.
الأونروا
لا يبدو من نص الميزانية أن الإدارة الأميركية متمسكة بوقف المساعدات عن وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين، الأونروا، فقد أشارت إلى أن الرئيس الأميركي بإمكانه أن يصرف أموالاً للمساعدات وتمويل الأونروا لأسباب تتعلّق بالأمن القومي الأميركي، وعليه أن يقدّم تقريره كل ستة أشهر. كما يطلب النص أن يقدّم وزير الخارجية شهادة حول ذلك إلى الكونغرس للتأكد من أن الأموال تذهب إلى "استخدامها الصحيح" والتأكد من "الاستخدام الإنساني" لمباني الأونروا.
أفرد بيان الميزانية للخارجية الأميركية نصاً واضحاً للتأكد من أن المناهج المعتمدة في مؤسسات الأونروا "تتطابق مع حقوق الإنسان والكرامة والتسامح" ولا تتضمن أي إثارة للحقد.
مواجهة إيران
خصصت ميزانية المساعدات العسكرية الخارجية مبلغ 5 مليارات و300 مليون دولار حول العالم، ومنها 5 مليارات و40 مليون للشرق الأوسط، أي أكثر من 95% من هذه الميزانية.
واعتبر بيان الميزانية أن "الأولوية الأمنية الاستراتيجية في الشرق الأدنى هي مواجهة النفوذ السيئ لإيران" والتأكد من القضاء على داعش وتنمية الشراكات الأمنية الثنائية والجماعية.
وأشار بيان الميزانية إلى أن تنمية هذه العلاقات مع مصر والأردن وإسرائيل جوهري للحفاظ على الاستقرار في المنطقة وردع جماعي لأي اعتداء وخفض التهديدات ضد مصالح الولايات المتحدة وشركائها.
اقتصاد الأردن
هذه النظرة السريعة إلى بعض المساعدات في الشرق الأوسط تؤكد انخراط الحكومة الأميركية في ظل الرئيس ترامب في شؤون الشرق الأوسط وبأساليب مختلفة، ومنها الاقتصادي، فقد أشار طلب الميزانية إلى 910 مليون دولار مساعدات اقتصادية للأردن في العام 2020، وهو الأعلى على الإطلاق مقارنة مع دول المنطقة.