تتكشف خفايا المعركة التي أطلقها حزب الله ضد الفساد والتي أكد عليها الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير، معتبرا هذه المعركة كمعارك المقاومة العسكرية ولا تقل أهمية عنها.
أراد حزب الله من معركته ضد الفساد أن يصيب عدة أهداف في آن واحد والتي تصب جميعها في تحصين وضعه السياسي والمالي من جهة، وفي استيعاب أزمته الداخلية المرتبطة بجمهوره من جهة ثانية، تلك الأزمة التي كشفت الحزب في بيئته لجهة اتساع حركة المعارضة و الاستياء من تقصير الحزب في كل ما يتصل بمعالجة الملفات المعيشية والحياتة التي باتت تتجاوز كل الشعارات التي يطلقها الحزب ويتلطى خلفها كالمقاومة والتهديدات الإسرائيلية والتهديدات الامنية ووحدة الطائفة وشعارات الشرف الكرامة وغيررها التي حاول من خلالها تخدير القاعدة وتهدئتها .
بات حزب الله اليوم أكثر حاجة لإطلاق شعارات جديدة ومعارك جديدة لكنها هذه المرة داخلية بإمتياز على خلفية الأزمات المتلاحقة التي تصيب الحزب في بنيته السياسية والشعبية والمالية.
والخيارات المتاحة اليوم هي المعركة ضد الفساد التي يصيب بها عدة عصافير بحجر واحد وهو التهويل ريثما يتم تجاوز هذه الازمة.
إقرا أيضا : منشور فيسبوكي يهدد أمن الدولة!!
وباتت العناوين المطروحة في محاربة الفساد هي وفي بعض أهدافها لمجرد الضغط على أوصياء الإقتصاد اللبناني منذ ما بعد اتفاق الطائف وحتى اليوم ما يعني مرحلة الرئيس فؤاد السنيورة تحديدا.
وبالرغم من النفي المتكرر لاستهداف السنيورة فإن أهداف الحزب من هذه المعركة تصب في هذا الإطار .
وفي هذا الإطار أبلغ حزب الله من يعنيهم الامر أن المخرج الوحيد لوقف هذه المعركة هو بمواجهة الضغوط الغربية التي يتعرض لها الحزب والوقوف بوجه تداعياتها وتأمين الحماية اللازمة للحزب سياسيا وماليا وإقتصاديا على الصعيد الرسمي والمالي والإقتصادي.
وقد حدد الحزب عناوينه في معركته ضد الفساد : رفع الضغوط الغربية سياسيا وماليا وإلا سيذهب إلى المواجهة التي ستطال رؤسا كبيرة في الدولة ومن أبرزهم الرئيس فؤاد السنيورة.