وهنا يشدد عيراني قبل البدء بالحديث عن أي علاجات، على ضرورة اجراء الفحوصات اللازمة للتأكد ما اذا كان الوجع في المعدة ناتج عن أي مرض عضوي أو بكتيريا، وعند التيقن من سلامة المعدة يمكننا الحديث عن "اضطرابات المعدة بسبب الـ Stress"، وتناول عوارضها وكيفية الوقاية والعلاج.
العوارض
اوجاع، نفخة، تجشأ، عسر هضم، ارتدادات، دوخة وتقيؤ، ازدياد في ضربات القلب.
وفي هذا السياق، يشدد الدكتور عيراني على أن العلاج الأساسي يكمن في ازالة مصدر الـ Stress، ما يعدّ أمراً شبه مستحيل في عصرنا الراهن!
الوقاية
1- وجبات الطعام: يجب تقسيم الوجبات الغذائية الى "وقعات صغيرة" تتراوح ما بين 6 الى 8 وجبات في اليوم، بحيث ليس من السيئ أن نقسّم فطورنا الى قسمين، وكذلك وجبة الغداء والعشاء.
2- كمية الطعام: إن تناول الطعام بكمية كبيرة، من دون مضغه بطريقة جيدة، يؤدي الى عدم هضم الأكل، ويؤدي الى انتفاخ المعدة، ويحرك اللاقطات العصبية التي تسبب وجعاً وتشنجات، وخاصة عند باب المعدة.
3- مضغ الأكل: يقول عيراني إن المصاب بالـ Stress لا يمضغ جيداً، ويأكل بسرعة، وهنا من الضروري مضغ الأكل 30 مرة على الأقل قبل البلع، لتتمكن المعدة من هضمه، والا نضطر الى أخذ انزيمات للهضم مكونة papain and bromelain المأخوذة اساساً من فاكهتي الاناناس والبابايا.
وتساعد هذه الانزيمات على هضم الأكل، وازالة الالتهاب في حال وجودها.
4-الصيام: هو نوع من الوقاية، يقترح من خلاله الدكتور عيراني، تناول وجبة الفطور صباحاً بشكل طبيعي والصيام بعدها ووقف الأكل من 14 الى 16 ساعة لاراحة المعدة، وترك المجال لهرمون النمو الذي نفرزه في الليل مع مادة الميلاتونين لإعادة ترميم العصب وجهاز المناعة.
وبعد الحديث عن اساليب الوقاية، يؤكد الدكتور عيراني أنه يمكن من خلال الالتزام بها فقط، خفض الأوجاع والتشنجات في المعدة بنسبة تفوق الـ50 % خلال يومين فقط.
علاجات
1- القصعين: لا مانع في حالات الوجع والتشنج أن نأخذ ملعقة صغيرة من مقطَّر القصعين أو المرمية او العيزقان، قبل الأكل أو بعد الأكل، وهو يساعد على تخفيف الأوجاع والالتهابات والارتدادات reflux، ويساعد على الهضم.
2-الزعفران: لونه أصفر وثمنه غالي، وهو يسمى adaptogenic، المادة الاساسية في الزعفران هي Crocin، ويساعد كلّ الاعصاب أكان في الدماغ أو المعدة أو الأمعاء على التفاعل وقت اللزوم، والاستراحة عندما يجب.
ولاستخراج الـ Crocin يجب نقع الزعفران في مياه دافئة لمدة 20 دقيقة وشرب المنقوع في الليل أو النهار فالنتيجة نفسها.
3-المليسي: يساعد المليسي أيضاً على تهدئة الأعصاب وخفض التوتر، خاصة قبل النوم أو في فترة بعد الضهر .
تنقع ملقعة كبيرة من المليسي المجففة في مياه مغلية 15 دقيقة، ويمكن شرب فنجان أو فنجانين منها في اليوم.
4-عشبة مار يوحنا أو st john wart
هذه العشبة وردتها صفراء تسمى كذلك لأنها تنبثت في عيد مار يوحنا، من الممكن أن نجدها في الطبيعة، وكذلك على شكل كبسولات في الصيدلية.
تساعد هذه العشبة، من خلال المادة الاساسية المفيدة منها Hypericin، على علاج الاكتئاب والتوتر العصبي والقلق وكل التوترات العصبية، تساعد ايضاً على النوم، وتعطي شعوراً بالسعادة، من دون أن تؤدي الى ادمانها، وفق ما يقول الدكترو عيراني.
وهنا، ينبّه عيراني الى ضرورة عدم أخذ هذه العشبة والتعرض للشمس، لأنه من الممكن أن تعرّضنا الى حساسية الشمس، وبالتالي نصح بأخذها ليلاً أو في الايام التي لا تكون فيها أشعة الشمس قوية.
5- الحبق: تعمل أوراق الحبق بطريقتها الخاصة على تخفيف الـStress في العصب الخامس، وتساعد على تخفف توتر هذا العصب وبالتالي تخفف الوجع والتشنجات في المعدة، لا سيما في الليل أو بعد الأكل مباشرة، وهي ومتوفرة بين أيدي الجميع، حيث يتم استخدامه في الطعام.
6- يشير الدكتور عيراني الى أنه يجب أن لا ننسى الماغنيزيوم مع فيتامين B 6 ومعدن الزينك، لأنه يحافظ على "زغبرة المعدة"، ويفرمل ضخّ كميات من الاسيد في المعدة اكثر من اللازم، ما يؤدي الى الوجع والتشنج.
وهنا يشير الدكتور عيراني الى أن الماغنيزيوم وفيتامين B 6 يرخي العصب الخامس ويمنع التشنجات، أما الزينك مع الماغنيزيوم فيعالج الالتهابات في المعدة اذا كان هذا العصب ملتهب.
7- ومن العلاجات أيضاً نوع من زيت السمك الذي يحتوي على أوميغا 3 والمنحدر من عائلة الـDHA.
وهنا تجدر الاشارة، الى أن الكثيرين توصف لهم الأوميغا 3 لمعالجة الـStress لكنهم لا يستفدون من العلاج والسبب أن هناك 4 أو 5 أنواع من الامويغا 3 والوحيد الذي يفيد المعدة هو docosahexaenoic acid وهو الوحيد القادر على معالجة تلبّك الجهاز الهضمي الناتج عن الـStress.
8- البكتيريا الجيدة أو probiotics ويعتقد الناس عموماً أن البكتيريا الجيدة هي علاج يستخدم فقط لمكافحة الغازات النفخة وعسر الهضم، الا أن الحقيقة تبين أن انواعا معينة من البكتيريا الجيدة هي الاساس في تخفيف الـStress المتعلق بأوجاع المعدة، وهذه الانواع هي L. Helveticus، L.plantarum، L.casei.
هذه الانواع من البكتيريا هي الأهم لأنها تخفض نسبة فرز الكورتيزول الذي يعتبر العامل الاساسي في الـStress وهو الذي يسبب أوجاع المعدة.
ماذا يمكننا أن نأكل؟
يشير الدكتور عيراني الى أنه من غير الممكن أن ننصح بأكل نوع والامتناع عن نوع آخر من الطعام، لأن الأمر لا يتعلق بفيزيولوجية المعدة وعملها، إنما يتعلق بالعصب الخامس.
وبالتالي فإن كل الأطعمة مبدئياً مسموح بها، مع تخفيف كمية الـ Charcuterie، المصنعات، المقالي، المأكولات السريعة، التشيبس، والبزورات المقلية، مع ضرورة تخفيف كمية الدهون بالأكل.