يعيش هموم العراق ،ويعيش قضية يناضل من اجلها، قضية مهمة طال زمانها وغيبت لسنوات عن المسرح السياسي ،تبقى قضية
شعب يناضل ضد الظلم ومن اجل الحرية . إنها مشكلة من اكبر من مشاكل القرن الواحد والعشرين ،مشكلة الشعب الكردي الذي يعيش في أكثر من دولة تم اضطهادهم من قبل حكومات مارست الطغيان والظلم عليهم وعلى شعوبها.
فالكرد مكون أساسي من مكونات المنطقة العربية والإسلامية التي اعتبرت قادتها قادتهم وأعلامها أعلامهم .فكان صلاح الدين الأيوبي رمزا عربيا وإسلاميا بامتياز، وكان يوسف العظمي قائدا عسكريا مناضلا ضد الاحتلال الفرنسي لسورية ، أما هنانو بطل الثورة العربية السورية ،والكثير الكثير منهم ،وحديثا الشهيد مشعل التمو، عبد الباسط سيدا ،لافا خالد ، بدرخان علي وكادار باي ،غسان هيتو و كفاح محمود كريم ،:جميعهم لهم الدور المميز ليس بوصفهم أكرادا بل بوصفهم مناضلين ينتمون إلى أوطان وليس للعرق والمنطقة .عن هذا الموضوع يحدثنا الكاتب والسياسي و الاعلامي المناضل كفاح كريم محمود، الكاتب الكردي في اقليم كردستان العراق في رئيس المركز الاعلامي العربي الكردي من اربيل يجيب عن اسئلة الحوار .
حاوره من اربيل د.خالد ممدوح ألعزي.
1-استاذ كيف كيف تقيمون وضع اقيلم كردتسنا العراق قبل وبعد الاحتلال الامريكي للعراق؟
-قبل الاحتلال كان الاقليم تحت حصار مزدوج من قبل الامم المتحدة والنظام العراقي السابق، لكنه ايضا كان يتمتع بمساحة كبيرة من الحرية والديمقراطية انتجت مؤسساته الدستورية كالبرلمان والحكومة الاقليمية لأول مرة في تاريخ شعب كوردستان.
وبعد سقوط النظام الدكتاتوري اثر اجتياح القوات الدولية التي قادتها الولايات المتحدة بتفويض من المجتمع الدولي، عادت كوردستان الى احضان الوطن الاكبر العراق، اصبحها وضعها القانوني والدستوري والسياسي مشرعن من خلال دستور دائم اعتمد في البلاد بعد انتخابات 2005م، وبذلك اصبح الاقليم واحة للنهوض العمراني والسياسي والثقافي والاجتماعي.
2-برايكم هل يمكن ان تصل الازمة بين حكومة المالكي في بغداد ومسعود البرزاني الى اعلان الانفصال الكلي لكردستان ؟
-استقلال كوردستان لا يخضع بتقديري الى خلافات بين شخص رئيس الحكومة الاتحادية والاقليم، فهذه المسألة تحتاج الى آليات لا علاقة لها بتلك المشاكل، حيث ان الدستور يضمن تماما حقوق المكونات جميعها واي خروج عنه من اي مسؤول كان سيطيح به الدستور. ولذلك لا ارى في الاشكاليات الحالية سببا لأعلان استقلال اقليم كوردستان في المرحلة الانية.
3-كيف ترون دور الأكراد في تحولات الربيع العربي؟
-اتصور ان متغيرات مهمة تحصل في منطقة الشرق الاوسط وتحديدا في الانظمة ذات النهج الشمولي او الاقصائي كما حصل في تنونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا وربما لاحقا في كل من ايران والخليج ايضا، اما دور الكورد وتأثيرات المتغيرات الحالية على قضيتهم فهو الاخر يتعلق بشكل الاداء السياسي للفعاليات السياسية الكوردية في كل من سوريا وتركيا وايران.
4-لم نرى تداولا ديموقراطيا حقيقيا في اقليم كردستان فهل سبب ذلك يعود الى احتكار عائلتين طالباني والبرزاني الحكم واين هي الاطياف السياسية الاخرى؟
على العكس تماما فان ما حصل في كوردستان العراق سبق معظم دول الشرق الاوسط في موضوعة الانتفاض على الحكم الشمولي كما حصل في ربييع 1991م الذي انتج استقلال الاقليم الذاتي عن نظام بغداد السابق، ومن ثم اجراء انتخابات عامة انتجت اول برلمان ممثل حقيقي للشعب باعتراف المراقبين الدوليين انذاك، ومن حينها هناك تداول للسلطة بين الحزبين الرئيسيين الذين يتمتعان باغلبية اصوات الناخبين كما في الولايات المتحدة وبريطانيا، وقد حكمت الاقليم منذ استقلاله الذاتي عام 1992م وحتى يومن هذا سبع كابينات وزارية توالى على رئاستها الحزبين الديمقراطي والوطني مع ائتلافات من الاحزاب الصغيرة الاخرى، وقد رفضت المعارضة الاشتراك في الكابينتين الاخيرتين ( السادسة والسبعة ) واعلنت انها تفضل ان تراقب الحكومة من خلال فعالياتها في البرلمان والاعلام والرأي العام..
5-شهدنا تعاطفا كرديا مع طارق الهاشمي خلال ازمته مع الحكومة فهل سنشهد تحالفا كرديا سنيا برعاية تركية ؟ خاصة مع زيارة البرزاني الاخيرة الى انقرة؟ ام ان اكراد العراق يرغبون في ترضية الجار التركي ؟
-اتصور ان تعاطفا كوردستانيا مع اللحمة الوطنية كان اكثر دقة في توصيف موقفه من الهاشمي، خشية تداعي الامور الى منعطف طائفي ربما يقود البلاد الى حرب دينية مقيتة، اما موضوع قيام تحالف ( سني ) بين الاقليم والسنة العرب وتركيا فهذا مستبعد تماما لأن الاقليم لا ينتهج اي سياسة مذهبية او دينية تؤدي الى مثل هكذا تحالفات وما يجري الان هو محاولة ابعاد البلاد عن مخاطر الانزلاق الطائفي وتكثيف السلطات بيد طائفة معينة او حزب معين علىلا حساب الاخرين.
الانتفاضة في سوريا جزء مما يحصل في منطقة الشرق الاوسط وهو صراع بين نظامين وثقافتين متضادتين الشمولية والديمقراطية، وازعم انها مسألة وقت ليس الا وينهار النظام الحالي في سوريا
الكورد لن ينفصلوا من الجسد السوري وهذا ليس طموحهم بل على العكس هم مع دولة سورية ديمقراطية تعددية موحدة تعترف بحقوق مكوناتها وخياراتهم السياسية والاجتماعية والثقافية.، وهذا ما تصرح به معظم فعالياتهم السياسية.
6-كيف تصفون علاقتكم مع باقي اكراد المنطقة وهل تعتقدون ان الربيع العربي سيؤدي الى ولادة الدولة الكردية الحلم المطلق لاكراد المنطقة؟
-ربما هي افضل من علاقات العرب من بعضهم لسبب بسيط هو انهم ما زالوا لا يمتلكون كيانات سياسية مستقلة حيث تجمعهم بقوة تلك المشاعر وتوحد مواقفهم في معظم الحالات، ولا اتصور ان ما يسمى بالربيع سيؤدي الى ولادة دولة كوردية بهذا الزخم ، لكنني اعتقد ان اهم ما انتجه هذا الربيع الجميل هو مساحة الوعي لدى اغلبية الاهالي واختراق حاجز الخوف لدى الجميع من غول الانظمة الدكتاتورية ورموزها الذين شهدنا نهاياتهم وهشاشة انظمتهم