معترضاً على تسمية "القدس الشمالية" كعاصمة لفلسطين المحتلة، مُصراً على أن القدس الشريف كاملةً هي وحدها العاصمة، رافضاً كل أشكال التطبيع مع العدو الإسرائيلي، حضر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في مؤتمر الإتحاد البرلماني العربي المنعقد في الأردن، بزيارة تمحورت بين مقاومة اسرائيل والسياسة والإقتصاد.
وفي السياق الإقتصادي، برز اقتراح لافت خلال اللقاء الذي جمع بري بالعاهل الأردني عبدالله الثاني في القصر الملكي في الأردن، بحيث أشار الأخير إلى وجود فائض في الكهرباء لدى الأردن، فما كان من بري إلا أن لفت إلى وجود فائض من المياه في لبنان.
وعندما استوضح بري عن سعر الكهرباء إذا ما أراد لبنان أن يستفيد منها فرد الملك الأردني قائلاً: "نحن نرحب بذلك فلديكم فائض من المياه وبالمستطاع أن نبادلكم الكهرباء بالمياه".
وفي إطار فائض ثروات الطرفين اللبناني والإردني، كاد أن يكون حديث بري والعاهل الأردني مجرد اقتراح قيد الدرس، فهل سينجح ويصبح مفعوله نافذاً؟ ام أنه مجرد تبادل افكار، وما أهميته؟ وما هو واقع الثروة المائية في لبنان؟
إقرأ أيضاً: من الميتم إلى رومية والسبب سرقة رغيف خبز
الثروة المائية في لبنان
لاشك ان إقتراح بري سيفتح المجال امام إعادة النظر لأهمية الثروة المائية في لبنان المهدد بزوال هذه النعمة، والتي وصلت إلى حالة من الإهمال والهدر المفرط والتلوث القاتل، فهذه الثروة كانت ومازالت مطمعاً مهماً للعدو الإسرائيلي، ويعد لبنان الأغنى بين دول الشرق الأوسط بالثروة المائية بحيث يتساقط فيه اكثر من 10 مليار متر مكعب عدا عن معدل الثلوج.
ويشكل لبنان مصدراً هاماً للمياه في شرقي البحر المتوسط بحيث يجري فيه حوالي 40 مجرى مائي، ويقسم إلى خمس مناطق مائية.
ورغم هذه الأهمية، يواجه لبنان عجزاً مائياً، ونسبة عالية من التلوث لاسيما في نهر الليطاني المهمل منذ سنوات عدة، الأمر الذي يستدعي حالة طوارىء لمعالجة هذه الأزمة.
الكهرباء في الأردن
ومقابل الثروة المائية في لبنان، "تعتبر الطاقة الحرارية الجوفية مصدراً مهماً للطاقة البديلة في الأردن، بحيث توجد الطاقة الحرارية الجوفية في أغلب مناطق الأردن من الجنوب الغربي وحتى الشمال الشرقي".
وفي المقابل، "يعتبر الأردن من افقر أربع دول في العالم في مصادر المياه، كما وتسعى وزارة المياه في الأردن الى البحث عن مصادر مائية مستقبلية جديدة، كما ويتم حفر مجموعة آبار المياه العميقة تصل إلى اكثر من 100 بئر، ولغايات التنقيب عن البترول في المناطق الوسطى والشرقية والشمالية الشرقية".
إقرأ أيضاً: لبنان يخسر انجازات ابنائه!
هل ينجح الإقتراح اللبناني الإردني؟
يستدعي تطبيق ونجاح الإقتراح اللبناني الإردني، إلى وضع خطة مائية ودراسات تعنى بالمياه، كما ويحتاج إلى دراسات علمية ومعمقة في الأيام المقبلة.
وتشير المعلومات إلى ان "عملية التبادل قد تحتاج إلى التعاون مع كل من الدول التالية تركيا، العراق، الأردن..."، واللافت أيضاً سوريا، الأمر الذي سيخلق بالتأكيد خلافات بين القوة السياسية!
ووحدها الأيام المقبلة ستثبت قدرة مياهنا على إنقاذ طاقتنا الكهربائية، وما إذا كان الإقتراح اللبناني الإردني مجرد طرح، أم أن هذا الطرح سيصبح قيد التفيذ!