يبدو أن سياسة الاعتذار باتت سُنة متبعة من قبل أركان الطبقة السياسية ولكنها تأتي بعد نشر الغسيل الوسخ على الألسن بطريقة تستفز العصبيات اليقظة لجماعة الطوائف التي تحبذ العنف على السلام الداخلي لكثرة حقنها بأبر الحقد.
أمس اعتذر رئيس كتلة المقاومة عن ما صدر طوعاً عن النائب الموسوي والذي استفز فيه مسيحيين يرون في البشير الظاهرة التي لا تموت في موضوع خلافي مات كما ماتت الكثير من ملفات الحروب الداخلية وما عاد نبش الماضي يصلح للحاضر الاّ لمن يهوى اضافة المزيد من "الأكشن" الى الساحة السياسية.
إقرأ ايضًا: هل تجوز مصافحة يدّ قابوس وبوتين؟
كان النائب رعد وكتلته بغنى عن اعتذار علني في وقفة ادانة جريئة لسلوك سياسي منبوذ في الوسط الداخلي بعد أن تعاون الجميع داخل الحكومات وأبدوا حُسن نيّاتهم في تعاطي لبنانيين مع لبنانيين دون توهين أو تخونين أو تكفير ولكن سُرعة المؤمن في القذف تأتي تلبية لدواعي الايمان لذا قال الموسوي ما يؤمن به فكفّرته سياسة الحزب الذي لا يؤمن بما يخفي في سياسة التعاطي مع الواقع والذي يتطلب الجهر بما لا يعتقد به.
اليوم يعيد الوزير جبران باسيل نفس جملة الاعتذار من رئيس الحكومة كما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط بعد أن لعنت قناته التلفزيونية التجربة الفاسدة للرئيس السنيورة والتي هشمت فيها من تجربة الحريرية السياسية بطريقة تعكس مدى النار التي تشتعل داخل التيار الحرّ والتي تريد أن تحرق بألسنتها حطب تيّار المستقبل بدافع المحافظة على العود الأخضر فيه انسجاماً مع مرحلة التحالف الحكومي القائم بين الحريري وباسيل.
لقد هزّ مفتي الجمهورية عصا الطائفة دفاعاً عن فؤاد السنيورة وهذا ما فرمل من اندفاعات الملفات التي يتأبط فيها طلاب وهذا ما دفع برئيس التيّار الحرّ الى ابداء الاعتذار عن سياسة اجتهد فيها معنيون في المحطة التلفزيونية فأخطأوا بعد أن نبشوا قبور الميتيين.
إقرأ ايضًا: فليسقط حكم العسكر
بين الاعتذارين فضاحة كبيرة لمتحاصصي السلطة في حكومة مجتمعة بناءً لتوافقهم ولتحالفاتهم وتبدو الآن أنها نتيجة سلبية لإرادة ايجابية ما يعني أن الارادات تدفع باتجاه تجاوز الأزمات فقط ولا تدفع باتجاه ايجاد الحلول المناسبة لاستمرار الارادة السياسية في ادارة البلاد وفق القوانيين لا وفق الأهواء والأمزجة والمصالح الخارجية لهذا كان أوّل من صدع من دور الحكومة وهي في بدايات جلساتها هم من منحوها نعمة الوجود بعد حبل دام أشهر متخمة بالأزمات.
لقد حاسب الحزب النائب الموسوي على ما نطق به من خارج المحاضر وفي ذلك تأنيب للنائب وسيرة جيدة في محاكمة الأخطاء يبدو أن التيّار الحرّ لا يريد أن يتبع سُنة الحزب في محاسبة من يخطىء رغم أن التيار ومحطته الاخبارية تدّعي محاسبة من أخطأ وهي نشرت السنيورة على حبال الاعلام بناءً على مبدأ المحاسبة لذا كان أولى بالتيّار محاسبة من أخطأ كما قال باسيل للحريري الذي سامح على الفور.