أتابع حملات عصابة اسرائيل في الميديا الاميركية يوماً بعد يوم، وأجد أن الموضوع يحتاج الى مؤسسة ومراقبين كثيرين وليس الى شخص واحد مثلي، فهم يهاجمون جرائد اميركية وجامعات والصين ويدافعون عن اسرائيل وحدها.
أعتقد أنني قرأت جريدة "ميامي هيرالد" وأنا أستعد هناك لرحلة بحرية مع أصدقاء، ولا أذكر أنني رأيت فيها شيئاً يهمني شخصياً. العصابة تهاجم الكاتبة في الجريدة سارة بلاسكي وتدافع عن انابيل ليما - توب لأنها قالت إن عضو مجلس النواب رشيدة طليب "تحب حماس وتمارس اللاساميّة."
بلاسكي قالت في موضوع نشرته الجريدة إن حائطاً من الرجال أحاط بالشابة رشا مبارك، وهي من أصل فلسطيني صورت المعتدين على تلفونها المحمول وبدوا يرتدون قبعات "اجعلوا اميركا عظيمة" ويحملون لافتات تهاجم الإسلام.
هم يهاجمون أيضاً "نيويورك تايمز"، وأرى أنها أهم جريدة في العالم. قرأت لهم أخيراً هجوماً على المعلق نيكولاس كريستوف، وأراه وحده أشرف من كل أنصار اسرائيل، فهو كتب "لماذا الأطفال قد يواجهون الموت في الولايات المتحدة أكثر من كوبا." لا شك أن من أهم مظاهر قوة النظام الكوبي أنه يقدم رعاية صحية لكل المواطنين يحلم اميركيون كثيرون بمثلها. مرة أخرى، أؤيد الجريدة وكتـّابها ضد عصابة اسرائيل.
كاتب يهودي اميركي حقير في مطبوعة للعصابة أحقر منه، هاجم رابطة وقف التشهير باليهود بزعم أنها تغيرت ولم تعد تدافع عن اليهود منذ ترأسها "اليساري" جوناثان غرينبلات. في المقال نفسه كان هناك كلام عن سفيرين لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي الاميركية وداني دانون الاسرائيلي. أقول إن هيلي تركت الأمم المتحدة، وإن دانون مثل إرهاب حكومة مجرم الحرب بنيامين نتانياهو. لن أدخل في تفاصيل أخرى فما سبق يكفي.
قرأت أيضاً عن تقرير اميركي عنوانه "تقدير التهديد العالمي" وفيه أن الصين وروسيا وكوريا الشمالية تهدد أمن الولايات المتحدة. أقول إنني أقمت في الولايات المتحدة ودرست في جامعة جورجتاون، وأزيد أن الاميركيين طيبون، وأن بلادهم هي الأقوى في العالم كله.
عصابة اسرائيل تتحدث عن التجارة بين الصين والولايات المتحدة وطبعاً تتهم الصين بأن عصابة شيوعية تقودها وأنها تهدد أمن الولايات المتحدة. الواقع إنه كان هناك أخيراً اجتماع مهم جداً بين البلدين عن التجارة بينهما وما قرأت هو أن المجتمعين توصلوا الى نتائج إيجابية لا تراها عصابة اسرائيل.
أسوأ مما سبق مقال عنوانه: اسرائيل الآن هدف تدريس الاحتقار، وهذا يتحدث عن احتقار المسيحية اليهود عبر قرون انتهت بالمحرقة النازية. هم يختارون من الأناجيل كلاماً ضد اليهود غير أنني أصر على أن ذلك الكلام تبع صلب المسيح، وما رأى تلاميذه من مواقف ليهود تلك الأيام ضده.
هم يزعمون أن ويلي براون، وهو اليوم في الرابعة والثمانين، عيّن كمالا هاريس في لجنتين تابعتين لمجلس ولاية كاليفورنيا. هو قال إنه كان صديقاً لهاريس إلا أنه أكبر منها بثلاثين سنة. رغم فارق السن فبراون متهم بالصداقة مع السناتور ديان فنستين ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وهذه تخوض حرباً مع الرئيس دونالد ترامب، فهي وحزبها صاحب الغالبية في مجلس النواب لا تريد جداراً مع المكسيك يصر ترامب على بنائه.
العصابة تصر على أن التهديدات الآن تجعل بناء الجدار ضرورياً، وأنا أصر على أن الجدار الوحيد الذي يجب أن يبنى هو لحماية أمن الولايات المتحدة واقتصادها ومستقبلها من خطر أنصار اسرائيل، فهم أخطر من أي صديق قديم لكوبا.