أكد أمين سر تكتل "الجمهورية القوية" النائب السابق فادي كرم، في تصريح اليوم، "ان بعض الأفرقاء يحاولون تحويل معركة مكافحة الفساد الى معركة سياسية، والمعركة التي تفتح حاليا غير مقصود فيها إيقاف الهدر إنما "الحشر" في المواقف السياسية".
وأشار كرم الى ان "حزب القوات اللبنانية فتح موضوع الفساد في الحكومة الماضية وذهب به حتى النهاية، والتحالفات ليس بأهمية محاربة الفساد"، مؤكدا اننا "لم نعتبر أي طرف فاسد ولكننا نعامل بحسب الملف ولا نعتبر مسألة محاربة الفساد حجة لمحاربة أي طرف من الأطراف السياسية".
واعتبر ان "الأهمية تكمن في الوصول إلى مرحلة محاربة الفساد بشكل جدي بعيدا من الحسابات السياسية الضيقة، وقال: "من يتحمل مسؤولية صرف الأعمال بطريق غير قانونية في أيام الرئيس السابق فؤاد السنيورة هو نفسه من يتحمل مسؤولية تعطيل البلاد آنذاك".
ورأى كرم ان "رد السنيورة جاء بالمعلومات الرقمية وترك الحكم للقضاء، ولكن إثارة الموضوع بهذه الطريقة أهدافها سياسية، لان من يثيره يعرف تماما أنه لن يستطيع اتهام السنيورة إنما الهدف هو فكفكة الاطراف التي كانت ضده". وقال: "الأهمية اليوم تكمن في البدء باستراتيجية جديدة مختلفة عن السابق".
ولفت الى ان "الدرجات الست عبء زائد على الدولة، وبمثابة رشوة شعبية"، مؤكدا ان "الاحتكام لمؤسسات الدولة أولى مراحل محاربة الفساد، أما في ادارة الدولة فيجب درس كل خطوة إلى الأمام بعيدا من الشعبوية والتجييش السياسي".
وقال: "سننهي قريبا ورشات العمل وسنطرح تصورا كاملا وشاملا على الشعب اللبناني والحكومة. مشيرا الى انه "سيحصل تنسيق بين نوابنا ووزرائنا عن اقتراح المشاريع، وذهابنا بهذا الاتجاه يدل على جديتنا بالعمل".
وأعلن ان اسمه لم يكن مطروحا أبدا كوزير، ومنطق "جائزة الترضية" لا تؤمن به القوات ويفصل النيابة عن الوزارة".
وقال: "واجهنا الزيارات الفردية لبعض الوزراء لسوريا كما نواجه أي خطاب سياسي خارجي لا يتفق مع موقف الحكومة، النقاش السياسي هو عن عودة النظام الأمني الذي كان يعطي السياسة المالية لفريق سياسي ما واستفرد بالسياسة الداخلية والخارجية وهذا ما لن نقبل بحصوله، وأي انفتاح سياسي مع النظام السوري سيكون بمثابة خدمة له من دون مقابل".
واعتبر كرم ان زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون الى موسكو عظيمة، واستكمال المبادرة الروسية بموضوع النازحين جيد والنظام السوري بحاجة إلى لبنان لا العكس ليخرج من عزلته"، مشيرا الى "ان التعاطي في ملف النازحين موجود من خلال المؤسسات الأمنية والمهم الفصل بين السياسة وعودة النازحين، والعودة لا يريدها نظام بشار الأسد ولا حل إلا بالعودة ومن المعيب اتهام بعضنا البعض بهكذا اتهامات، فاتهام "القوات" بأنه لا يريد عودة النازحين تذكرني بمزحة اتهامنا بطبقة الاوزون".
وتابع: "عملي في السياسة هو "مصلحتي ومصلحتك"، اذا لا نستطيع التعاون مع نظام أصدر مذكرة توقيف بحق رئيس الحكومة اللبناني، فهو يحاول العودة بشكل انتقامي، ومن الكفر أن يعود أي طرف سياسي الى التفاهم معه على حساب طرف آخر"، مؤكدا ان "القوات" "لديها خطوط حمر لا تتراجع عنها ولن نقبل بالتطبيع مع النظام السوري".
ورأى كرم ان "روسيا هي الوحيدة التي تستطيع تأمين عودة النازحين من دون أي تسوية سياسية مع سوريا، وان تطبيق مقررات "سيدر" لن تتم ما لم نكن جاهزين سياسيا، لأن لبنان حتى الآن ليس مؤهلا لإعطائه القروض".
واكد كرم "وجوب تطوير مؤسساتنا السياسية لمواكبة التطور الاقتصادي، لأن التطور السياسي هو الضمانة لئلا يسلك التطور الاقتصادي منحى خاطئا".