إن الفريق المناهض لما يسمى بالحريرية السياسية ليس عنده أي مشكلة مع الاستدانة وتراكم الدين العام.
 

بعيدًا عن لغة الأرقام (التي لا أجيدها أصلًا)، يمكن إختصار ما يسمى "بالسياسية الحريرية" بكلمتين هما: الاستدانة من أجل الاعمار. 

 

وهذا تمام ما فعله الشهيد رفيق الحريري عند وصوله للسلطة على أنقاض حرب أهلية استمرت سنوات وأتت على البشر والحجر،، فاستطاع بسنوات قليلة من إعادة إعمار ما تهدم، مع إضافة مشاريع عملاقة لا نزال نتمتع بها إلى يومنا هذا (اوتستراد بيروت الجنوب) هذه "الحريرية السياسية" كانت تُحارب أيما حرب، وتُحجب عنها الثقة ويرمى الشهيد بأقذع الاتهامات وصولًا حتى إلى إخراجه من الحكومة.

 

إقرا أيضًا: ليس هكذا تُثبِت براءتك يا فؤاد

 

الملفت هنا، أن أعداء "الحريرية السياسية" وحين استلامهم لزمام الأمور في كل الحكومات (سليم الحص - عمر كرامي - ميقاتي) إستمروا فقط بالشق الأول من "الحريرية السياسية" وهو الاستدانة، وهذا ما تثبته الأرقام بحيث كان ارتفع الدين العام أيام ميقاتي (حكومة حزب الله، حزيران 2011 – أذار 2013) هو الأعلى على الاطلاق، بدون ولا أي مشروع إعماري. 

 

والملفت في هذا السياق، أن الحكومة الحالية (إلى العمل) والتي يرأسها الحريري الابن، والقائمة أصلًا على مشروع سيدر، يعني الاستدانة ولكن مع تشكيك كل الأفرقاء بإمكانية توظيف هذه الأموال بمشاريع حيوية كالتي قام بها الحريري الأب، تحظى من الفريق المعادي للحريرية السياسية، بكامل الثقة والتعاون والاحتضان. 

 

هذه المقارنة البسيطة، بحجب الثقة قديمًا ومنحها حاليًا، إنما تفضي إلى نتيجة واحدة لا ثاني لها، هي أن الفريق المناهض لما يسمى بالحريرية السياسية ليس عنده أي مشكلة مع الاستدانة وتراكم الدين العام، وإنما جل مشكلته هي مع الاعمار ... فلا مانع من منح الثقة للاستدانة، والويل والثبور وعظائم الأمور لم يفكر بالإنماء والتحسين والإعمار .