نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلها من بيروت مارتن شولوف، عن تداعيات قرار بريطانيا حظر الجناح السياسي لحزب الله، وتصنيفه بالإرهابي.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن قرار بريطانيا الأسبوع الماضي تصنيف حزب الله الجناح السياسي جماعة إرهابية، جاء وسط محاولات الرئيس دونالد ترامب عزل إيران وتأثيرها في المنطقة، وهي خطوة انتقدتها طهران السبت؛ باعتبارها "تتجاهل، وعن قصد، قطاعا كبيرا من الشعب اللبناني والوضع الشرعي لحزب الله في الإدارة اللبنانية والبنية السياسية".
ويعلق شولوف قائلا إن "الوضع يبدو واضحا في مقبرة الشهداء في بيروت، وكذلك بعيدا عن الضاحية الجنوبية، حيث حفرت قبور لحوالي 1600 مقاتل من الحزب ماتوا في سوريا في القرى اللبنانية، ودفنوا بصمت داخل مجتمعاتهم التي تقبلت ثمن الحرب دون أن تدعمها بشكل كامل".
وتقول الصحيفة إن رئيس النظام السوري بشار الأسد نجا بسبب التدخل الروسي والإيراني ووكيل طهران في لبنان حزب الله، الذي تعززت قوته بحيث تفوقت على أي حزب لبناني آخر.
ويلفت التقرير إلى أن "الحزب بدأ يحصد ثمار المال والدم الذي قدمه في سوريا، فهو وإيران في صعود، وكلاهما يقومان بتشكيل سوريا ما بعد الحرب، وفي لبنان يسيطر على ثلاث وزارات مع تحالف من 70 نائبا من نواب البرلمان الـ 128، ولديه سلطة في قرارات الحكومة اللبنانية الجديدة الهشة".
ويذكر الكاتب أن قلة من عناصر حزب الله عبروا عن استعدادهم لمناقشة دور الحزب أو دوره في سوريا، مشيرا إلى أن من تحدثوا إليه اختاروا كلامهم بعناية.
ويفيد الصحيفة بأن مقاتلا سابقا شارك في المعركة على حلب الشرقية، وقدم نفسه باسم أبي حسين، وترحم في البداية على القتلى، وعبر عن إيمانه وثقته التي لا تتزعزع بزعيم الحزب حسن نصر الله، وعبر في الوقت نفسه عن مخاوفه من دور الحزب السياسي، الذي قال إنه أجبر عناصره على ممارسة أمور لا يوافق عليها.
ويورد التقرير نقلا عن أبي حسين، قوله: "لقد قاتلنا في حلب، وتصرفنا بشرف، وهو ما لا يفعله الجيش السوري"، وأضاف: "عندما كنا نتقدم كانت هناك بناية مليئة بالمدنيين، وعرفنا أننا لن نهاجمها رغم أنها تقف في طريقنا، وبعد ذلك جاء الجيش السوري، وقرر ضابط تسويتها دون أن يهتم بمن فيها".
وينوه شولوف إلى أن أبا حسين ينتمي لعائلة لأفرادها موقع قيادي في الحزب، مع أنه قدم نفسه على أنه شخص منفتح، وقال: "أتقدم في العمر وبدأت أطرح أسئلة، ما يهمني هو لبنان، وليس أي شيء آخر، وكان علينا الذهاب إلى سوريا؛ لأننا لو لم نذهب لجاء تنظيم الدولة، ولو انهار النظام في دمشق لأضعفنا، وهذه حقائق ولهذا كان علينا القتال".
وتبين الصحيفة أن عناصر حزب الله يعلمون أن من قاتلوهم في سوريا هم من السنة، وهو واقع زاد من التوتر في المنطقة، بعد 16 عاما من الغزو الأمريكي للعراق الذي فجر النزاع الطائفي، إلا أن أبا حسين يزعم أن حزب الله لم يقاتل السنة، بل تنظيم الدولة الذي قتل السنة أيضا.
ويجد التقرير أنه مع أن فرص بقاء الأسد باتت قوية وبعيدة عن الشك، إلا أن الكثير من عناصر حزب الله لم يظهروا استعدادا للاعتقاد بأن التمرد ضد الأسد بدأ ثورة سلمية مطالبة بالإصلاح.
وينقل الكاتب عن أبي حسين، قوله: "لا أعتقد هذا، أعلم أن هناك سكانا محليين، لكن كان هناك آخرون، وكان علينا عمل ما يجب القيام به، ويجب علينا التعايش معا مرة أخرى".
وتعلق الصحيفة قائلة إنه "يبدو أن أبا حسين وغيره من عناصر الحزب مرتاحين للعودة إلى المواجهة التي يعرفونها، وهي قتال إسرائيل التي كثفت جهودها لمنع تحول سوريا إلى جبهة إيرانية متقدمة ضدها، إلا أن الحزب لم يرد على أكثر من ألف هجوم إسرائيلي ضد أهداف إيرانية في سوريا".
وبحسب التقرير، فإن قادة الحزب يخشون من خسارة المكتسبات التي حققوها في سوريا والبرلمان في مواجهة مع عدو لا يتردد في خوض النزال معهم.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول عنصر آخر على علاقة مع القيادة، إن الغارات الإسرائيلية على سوريا تسببت بالقتل والارتباك داخل القيادة التي تتعامل مع الردع على أنه أولوية "لقد تم محو الأهداف الإيرانية في القواعد العسكرية قرب دمشق وحمص.. أعني أن الدمار لا يصدق وصدم الناس هنا وهناك، وتسبب ذلك بالعديد من النقاشات".