في الأمس، وحينما أعلن حزب الله أعضاء اللائحة التي ستخوض خضام المعركة الإنتخابية النّيابية في بعلبك الهرمل اعتلى "الشيخ نعيم قاسم" المنبر معبّراً عن زعل النّاس بتزفيت الطّريق فباء بغضب الّشارع وشحنت النّفوس وتلافياً للزّعل كفّ حزب الله أيدي الشّيخ عن المعركة بوقتها ...
وبعد مرور قرابة السّنة على هذه المقولة الّتي حفرت من الأذى ما حفرت في الكرامات، أكمل مسيرته معالي وزير الصّحة "جميل جبق" -والّذي سمّاه حزب الله- أمام حشد غفير من النّاس يشاهدونه واقعاً وعبر الشّاشة خلال جولة تفقّدية لمستشفى "ميس الجبل الحكومي" بعبارة مناوئة للإنسانيّة والمهنة الطّبّية وجّهها لمريضة تشكو ألمها حيث قال: "هذه الأمراض لا تحتاج وزارة الصّحة، بل تحتاج منظّمة الصّحة العالمية" ...
إقرا أيضا: إستقالة ظريف، تبرئة دبلوماسية من هفوات الحرس أم تأشيرة دخول لصيف ساخن !!!
كما ونجد المفارقة الواضحة في الخطاب عندما نستجدي ذكريات الماضي حينما حمل "السّيّد عباس الموسوي" لواء رفع الحرمان عن المستضعفين وعندما نستحضر حديث ورثته الّذي ما عرف إلّا منطق الزّعل والمرض العابر للطّرقات وأرجاء العالم مُستَأصَلاً منه الرّحمات غير آبهين لجراح النّاس وتضحياتهم !!!
ويبقى ضرب المِئين بين الخالي والحاضر والخوف من المستقبل، فمن الزّعل وزفت الطّريق إلى المرض ومنظّمة الصّحة العالمية أمست مشاعر النّاس وكراماتها على شوارع الذّل والمهانة هشيماً تذروه رياح الكلام وتعصف به أوهام المستقبل ...
فهل ما بعد الزّعل ما هو أعظم وأدهى !!!