منذ أيام قليلة تناقلت وسائل الإعلام خبرًا مفاده "أن رئيس مجلس النواب نبيه بري سيدعو إلى جلسة نيابية عامة قريبًا، يصار خلالها إلى إنتخاب 7 نواب أعضاء في المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، على أن تختار السلطة القضائية لاحقًا أعضاءها ويبلغ عددهم ثمانية، فيكون المجلس مكونًا من 15عضوًا".
في هذا السياق، وإزاء فتح الحسابات المالية للدولة، قالت مصادر "القوات اللبنانية" نقلًا عن صحيفة "الجمهورية": “إنّ مكافحة الفساد عمل يومي ولا ترتبط بملف محدد يجب على قوة سياسية معينة أن تواجهه، فهذه ليست مكافحة فساد بل استهداف لفريق سياسي تحت عنوان سياسي ما".
وأضافت: "مثالًا على ذلك ما حصل في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة حين عارض التيار الوطني الحر والقوات إعطاء الدرجات الست، ففي الحد الأدنى كان يفترض بحزب الله الذي يتحدث صباحًا ومساء عن مكافحة الفساد أن يكون إلى جانب التيار والقوات برفضه التصويت مع إعطاء الدرجات الست لأنّ إقرارها يخالف قرار مجلس شورى الدولة ومجلس الخدمة المدنية اللذين أكدا عدم جواز ذلك لتشكيله مخالفة كونه يعطي البعض وليس الجميع، ويضرب الخزينة العامة في لحظة يدرك الجميع الأزمة التي يمر بها البلد على مستوى التمويل وقد تحفّظنا في حينه على إقرار السلسلة، وبالتالي فإنّ أداء حزب الله عند أول إختبار في مجلس الوزراء لم يكن في الشكل المطلوب، فتقطيعه المسألة على هذا النحو يدل الى عدم جديته في مكافحة الفساد".
من جهة أخرى، اعتبرت المصادر نفسها، أن "مكافحة الفساد لا تكون فقط بالتركيز على مرحلة معينة بل مواجهة يومية في مسائل معينة، فضلًا عن أنّ التركيز على مرحلة يطرح تساؤلات عن الخلفيات، فما يفيد هو متابعة حثيثة لكل الملفات على طاولة مجلس الوزراء كما فعلت القوات في ملف الكهرباء، ومواجهة الفساد تكون بعمل يومي مُضن في كل المجالات وليس فقط من خلال التصويب على اتجاه معين"، وأشارت إلى أن "هذا ما تقوم به القوات وتصرّ على القيام به داخل مجلس الوزراء وستشكل رأس حربة فيه، ولن تقف مع أي بند ينعكس سلبًا على المالية العامة وعلى خزينة الدولة ويؤثر على الإقتصاد. تقاطعنا مع التيار هذه المرة وأثبتنا أن لا مشكلة لنا معه، فعندما لا نتفق فلأنّ لدينا رؤية لطريقة ادارة الشأن العام وطريقة تنفيذه، ونتفق عندما تكون نظرتنا موحدة حيال مسائل تتعلق بالمصلحة الوطنية العامة والمصلحة المالية العامة، ونأمل في أن يستمر ما جرى أمس في الاتجاهات نفسها بملفات أخرى في المستقبل من أجل مكافحة الفساد وبناء الدولة"، بحسب الصحيفة.