منذ صغرها عرفت بابتسامتها. حبها للحياة كان يشع من عينيها، لكن شاء القدر أن يكون مرورها على الأرض لسنوات وجيزة، لتخطف فجأة من وسط عائلتها ومحبيها... هي الصغيرة فاطمة باسم ملاط ابنة بلدة القلمون اللبنانية التي لفظت آخر أنفاسها في السعودية.
رحيل مفاجئ
ليل أمس كان حالكاً على عائلة ملاط، بعد معاناة ابنتها من عارض صحي أدى الى وفاتها، "لتلتحق بشقيقتها التي رحلت هي الاخرى قبل سنوات بسكتة قلبية"، بحسب ما قاله قريبها ربيع أبيض لـ"النهار"، شارحاً "بدأ قلب الصغيرة يخفق سريعاً، سارع أهلها بها الى المستشفى، وعلى الرغم من محاولة الاطباء القيام بكل ما في وسعهم لانقاذها الا انها استسلمت للموت". وتابع "عانت ابنة الاحدى عشرة سنة من الرشح بضعة ايام لكن قبل موتها تأزم وضعها نتيجة كهرباء القلب من دون ان يتوقع احد انها ستغمض عينيها للابد، وهي المعروفة بنشاطها وحيويتها"، مضيفاً "ولدت فاطمة في المملكة السعودية، في عائلة مؤلفة من شقيقين وأربع شقيقات خسر والديها احداهن في عمر السادسة عشرة وذلك قبل نحو اربع سنوات وقبل ان يلتئم جرحهما خسرا فاطمة".
"طير من طيور الجنة"
"كل من عرف فاطمة سيفتقدها، زملاؤها في المدرسة اقاربها واصدقاؤها، لكن وجع والديها واشقائها على خسارتها لا يمكن مقارنته بشيء، اذ كيف لهم ان يصدقوا ان من كانت وسطهم تملأ ايامهم بريقا واملا انطفأ شعاعها فجأة" وفق ربيع، متابعاً "اعتادت عائلة ملاط ان تزور لبنان بشكل دائم لزيارة الاهل، وقبل سنتين كانت العائلة في وطنها، امضت اياما بيننا، ودعنا افرادها على امل اللقاء، لكن ها نحن نستعد لاستقبال جثمان فاطمة بعد انجاز اوراقها القانونية لتوارى الثرى في بلدتها التي لطالما احبتها. فبعدما كانت تحلق كالفراشة باتت الان طيراً من طيور الجنة، لا كلمات تعبر عن هول المصاب، كل ما نتمناه الان ان يلهم الله والديها الصبر والسلوان على فراقها".