أكد البطريرك الماروني الكاردينا مار بشارة بطرس الراعي أن "حملة كاريتاس التضامنية تتيح لنا الفرصة لنمارس المحبة الاجتماعية، المعروفة بالصدقة التي تشكل مع الصيام والصلاة عناصر الصوم الكبير الثلاثة، بحسب تعليم الكنيسة. وقد ذكرنا بها البابا فرنسيس في رسالته، وبمعناها اللاهوتي والروحي العميق كعلامة للتوبة، وكتعبير عن عيش السر الفصحي، من حيث هو سير نحو حياة جديدة على الصعيد الشخصي والعائلي والاجتماعي".

وخلال قداس اختتام مؤتمر "كاريتاس" وإطلاق حملة التضامن والمشاركة السنوية لصوم 2019 على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، أوضح "أنني مذ الآن أحيي معكم شاكرا المتطوعين من شباب وشابات كاريتاس السبع مئة، الذين سيقومون بهذه الحملة على أبواب الكنائس وفي المؤسسات التربوية والاستشفائية والاجتماعية، الكنسية والمدنية، وعلى الطرقات العامة. إن ما يجود به كل واحد وواحدة منا، من سخاء القلب واليد، ولو كان ضئيلا، يشكل قيمة كبيرة في مجموعة. هذا هو معنى التضامن والمشاركة في حملة كاريتاس، فرغيف الخبز الذي نأكله هو مجموعة حبات قمح جمعت وعجنت وخبزت، وهذا هو سر القربان الذي يطعم ملايين من المؤمنين والمؤمنات".

وشدد على أن "المساهمة في حملة كاريتاس - لبنان تدعم الخدمات المتنوعة التي تقدمها على كامل الأراضي اللبنانية، نذكر منها: الخدمات الصحية في المراكز والمستوصفات والعيادات الجوالة، والخدمات الاجتماعية وفقا للحاجات، لا سيما العمر الثالث وموائد الصداقة على مدى الأسبوع".

وتساءل "هل تستطيع كاريتاس - لبنان، وسواها من المؤسسات غير الحكومية أن تلبي حاجات ثلث الشعب اللبناني الذي هو تحت مستوى الفقر، والأربعين من المئة من الشعب الواقع في حالة البطالة؟ فإننا نناشد الحكومة الإسراع في النهوض الاقتصادي، والحد من هدر مال الدولة، وضبط الفساد المستشري في الإدارات العامة. ولتصغِ إلى صرخة التجار وتنظر بروح المسؤولية إلى واقع القطاع التجاري الذي يشهد أسوأ حالة من الركود: فالمحلات تغلق أبوابها تباعا، والإفلاس يصيب المؤسسات والشركات، وما يستتبع ذلك من صرف للأجراء والموظفين والتسبب بأزمة معيشية حادة، فضلا عن افتقاد الأسواق للكتلة النقدية، وتهريب السلع عبر الحدود، وثقل النازحين السوريين الباهظ على اليد العاملة اللبنانية، وسواها من العوامل التي أوصلت الحالة الاقتصادية إلى الأزمة الخانقة".

وأوضح الراعي أنه "في تعليم الرب يسوع في الإنجيل، لم يهلك ذاك الغني لأنه غني. فالغنى عطية من جودة الله، بل لأنه لم يمارس المحبة الإجتماعية، فأمسك يده وقلبه عن مساعدة ذاك المسكين لعازر، بل احتفظ بعطية الله لنفسه ولملذاته. تعلم الكنيسة أن الملكية الخاصة، أيا يكن نوعها، لا تتصف بالمطلق، بل هي مطبوعة برهن اجتماعي يوجب على صاحبها أن يشرك بها المحتاج، لأن له هو أيضا حق الانتفاع بها. فخيرات الأرض معدة من الله لجميع الناس".