تمضي السلطات اللبنانية بتطبيق قرار سياسي وأمني لتفكيك شبكات الاتجار بالمخدرات وتوقيف المتورطين كافة، وملاحقة ومتابعة كبار التجار الذين تواروا عن الأنظار منذ تكثيف الحملات التي أفضت إلى توقيف عدد كبير منهم.
وعكست العمليات الأخيرة التي نفذها الجيش اللبناني في منطقة البقاع، وقوى الأمن الداخلي في بيروت وجبل لبنان على وجه التحديد، جدية رسمية بتفكيك الشبكات وتوقيف المطلوبين، وهو ما أكدته مصادر رسمية لـ«الشرق الأوسط»، مشددة على المضي في ملاحقة جميع الشبكات وتفكيكها.
ونفذت القوى الأمنية والجيش اللبناني خلال الأيام الماضية سلسلة عمليات استهدفت «رؤوساً كبيرة»، من أبرزها ضبط مصنع للمطلوب نوح زعيتر في البقاع الشمالي، وصادرت منه مخدرات قدرت حمولتها بـ20 شاحنة.
وقالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط»، إن زعيتر الذي يعد واحداً من كبار المطلوبين بتهمة الاتجار بالمخدرات وتصنيعها في لبنان «متوار عن الأنظار» من غير تحديد مكانه، أو تأكيد ما يُقال إنه خرج عبر منافذ غير شرعية إلى سوريا. وأكدت أن استخبارات الجيش «تنفذ عملية مراقبة دائمة لتوقيفه»، موضحة أن هذه العمليات النوعية التي تنفذها مديرية المخابرات ووحدات الجيش «تلاحق كل تجار المخدرات، واتخذت الإجراءات الأمنية اللازمة لتوقيفهم». وقالت المصادر: «هؤلاء المطلوبون لا يمتلكون حرية الحركة، ولا يستطيعون التنقل لأنهم مراقبون وملاحقون ويتم العمل للقبض عليهم».
ودفعت الإنجازات الأمنية التي تحققت في وقت سابق بضرب الرؤوس الكبيرة للمخدرات، بالمطلوبين إلى التواري عن الأنظار، وباتت حركتهم مقيدة، رغم الإجراءات المستمرة لتوقيفهم في مختلف المناطق اللبنانية.
وأوضحت المصادر العسكرية أن العمليات الأخيرة ليست خطة جديدة، بل هي خطط موجودة وإجراءات قائمة وهي مستمرة لاستكمال توقيف جميع المطلوبين وتفكيك جميع الشبكات. وشددت على أن الجيش ينفذ انتشاراً في مناطق البقاع، كذلك تقوم المخابرات بمهامها، وتتخذ الوحدات كل الإجراءات الكفيلة بحماية الأمن، وهو ما يؤكد أنه لا مخاوف على تدهور الوضع الأمني في تلك المناطق.
وعثر الجيش اللبناني يوم الثلاثاء الماضي على مصنع لتصنيع المخدرات، وصادر كمية كبيرة من حشيشة الكيف قدّرت بنحو 20 شاحنة. كما دهمت دورية من مديرية المخابرات تؤازرها قوة من الجيش، مزرعة تعود للمطلوب نوح زعيتر وشقيقه زهير في بلدة ريحا - مراح المير في منطقة البقاع حيث عثرت على المصنع وصادرت الكمية، بحسب ما أفادت قيادة الجيش.
ويعتبر زعيتر من كبار المطلوبين، وورد اسمه في اشتباكات عشائرية وقعت في شمال شرقي لبنان في الصيف الماضي، وقيل في ذلك الوقت إنه غادر إلى سوريا بعد تكثيف الجيش اللبناني دورياته العسكرية في تلك المنطقة لملاحقة المطلوبين وتوقيفهم.
وأمس الخميس، دهمت قوة من مديرية المخابرات، في بلدة جلالا - البقاع منزل المطلوب علي زعيتر حيث أوقفته، وضبطت داخل منزله كميات متنوعة من المواد المخدرة، بالإضافة إلى أسلحة وذخائر حربية وأعتدة عسكرية وأجهزة لاسلكية مختلفة. كما دهمت قوة أخرى من المديرية المذكورة في بلدة دير الأحمر - حي الشعب مصنعا للمخدرات عائدا إلى المطلوب جورج يوسف حبشي، وأوقفته، بالإضافة إلى عدد من السوريين الذين كانوا رفقته، وضبطت كميات كبيرة ومتنوعة من المواد المخدرة وآلات لتصنيعها. وبوشرت التحقيقات مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص.
وإلى جانب عمليات الجيش المستمرة في البقاع، تواصل وحدات قوى الأمن الداخلي تنفيذ عملياتها وتوقيف المتورطين في الترويج للمخدرات والاتجار بها. ونتيجة الاستقصاءات والتحريات المكثفة، أوقفت دوريات من مكتب مكافحة الإرهاب والجرائم في بيروت وجبل لبنان في وحدة الشرطة القضائية 5 لبنانيين في منطقة المتن والصياد والباروك في جبل لبنان مطلع الأسبوع الحالي بجرم ترويج مخدرات. وكانت شعبة المعلومات أوقفت لبنانيين وسوريين في الأسبوع الماضي في جبل لبنان، يعتبرون من كبار مروجي المخدرات في المنطقة.
وتأتي عمليات قوى الأمن الداخلي في إطار متابعة شعبة المعلومات خطتها القاضية برصد وتعقب وتوقيف أفراد عصابات تجارة ترويج المخدرات في جميع المناطق اللبنانية.