سألت شيخ جامع يقيم الجماعة عن جواز مصافحة من يصافح العدو الذي يحتل فلسطين والديار المقدسة ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجولان السوري وقتل مئات الالاف من الفلسطينيين واللبنانيين والعرب ومازال يقتل دون هوادة أو عودة عن استعمال أدوات القتل الجماعي بحق أبرياء وفقراء ومستضعفين من الرجال والنساء.
بكى شيخ الجامع و التربة واستغفر الله واستعوذه من شيطان قاتل للنفس التي خلقها الله وأماتها مجرمون قتلة لا يعرفون سوى استعمال لغات الموت ليبنوا أسوار قديمة في يثرب الجديدة وبعد أن مسح بكم عباءته دموع الغيرة على البلاد و العباد قال: لا تجوز مصافحة يد من صافح قاتلاً من هذا النوع لأنه شريك طوعي في ما اقترفته يد الجاني الاسرائيلي من جرائم بحق الانسان والدين و,و,و,وخطى عتبة المسجد لاعناً كل اسرائيلي وكل متعاون معه ومتحالف وتبرأ من كل من له علاقة بعدوة البشر والحجر.
إقرأ أيضًا: الأسد ساعي بريد روسي
قلت في نفسي هذا شيخ تربة لا يفقه فنون السياسة والحيل والرخص الشرعية وهو يجيد الدرس الذي تعلمه في الحوزة المختصة بتعاليم أهل البيت عليهم السلام ولم يدخل بعد في مبحث الضرورات التي تبيح محظورات وهو مبحث يقلب كل شيء ويدفعك كي تمشي على رأسك بدلاً من رجليك ما دامت الضرورة تقتضي ذلك وطالما أن الدين سياسة كما يقول الكثيرون من أهل السلطة لا ضير من الإباحة لمحظور هنا وحرُم هناك اذ لا سبيل للوصول الى حيث الأهداف النبيلة والمقدسة الاّ بطرق المحظورات والمهم هو الوصول أمّ الكيقية فشأن العقلاء من أهل فن الفقه السياسي فهم خبراء في هذا المجال.
إقرأ أيضًا: سُكّر حزب الله بات مرًّا
أخذ مني التفكير في هذه المسألة الشائكة وقتاً لحين التقائي بشيخ أكثر انفتاحاً وغير معلب بمسجد وهو متمدن ويقرأ العلوم العصرية ويتابع باهتمام بالغ شجون الأمّة وشؤون المذهب وله باع في السياسة والكياسة وعلم الدراية ويبقى على عجلة من أمره كونه مسؤولاً مشغولاً لا وقت لديه لغير القدس والشام وباب المندب واتجاهات الفرات ونتيجة علاقة مسبقة منحني من وقته ما يدفع عني شبح السؤال الذي نبت على شفتي منذ أن شاهدت قابوس عمان يلف بحضنه العربي رئيس وزراء العدو الاسرائيلي ومنذ أن رأيت بطل الممانعة بوتين يمسك يد رئيس الوزراء العدو بحرارة العلاقة التي تجمع بين الكيان والمافيا والتي تؤلف سكناً آمناً لاسرائيل بحراسة روسية مشددة.
اقتصر الشيخ المسؤول اجابته على سؤال ابتسم له بكلمة نحن الحق وهو يدور معنا كيفما درنا وبعد السلام والتحية مضى باتحاه النهر أو البحر وتركني مؤنباً نفسي عن جواب هو من أصل عقيدتي وكيف صرفني شيطان العقل عن ملاك الجهل لا أدري؟