من قال لك إن جواد ظريف أصبح ضعيفًا في الشوط الثاني من المباراة وبعد مضي 70 دقيقة من اطلاق صفارة الحكم؟ أنه دبلوماسي وسياسي محنك يعرف اللعبة جيدا ويستغل الربع الأخير من المباراة ليسجل أهدافه ويحشر خصومه في الزاوية ويعزلهم من جميع اسلحتهم الإعلامية والسياسية.
ان المتشددين لم يحسبوا هذا الذكاء الكامن في عقلية جواد ظريف وحقًا فوجئوا بالثلاثية التي سجلها ظريف في مرماهم.
وأكثر الأهداف الثلاثية روعة هو أن المتشددين الذين لم يتوقفوا عن التهجم على ظريف طوال سنين وتخوينه والمطالبة باستقالته، تحولوا بين عشية وضحاها إلى مطالبين بعودته إلى منصبه.
إقرأ أيضًا: لماذا استقال ظريف؟
سبحان مقلب القلوب! فهذا حسين شريعتمداري رئيس تحرير جريدة كيهان المتشدد الذي تقتصر مهمته على بث اكاذيب وتهم بالجملة ضد حكومة روحاني وخاصة وزير خارجيته جواد ظريف، يطالب في كلمته الافتتاحية اليوم بعودة ظريف إلى كرسيه الوزاري والقاء اللوم عليه على استقالته المفاجئة، فكأنه يطالب ظريف بالتنسيق معه حتى لا يتفاجأ بقراراته غير المتوقعة.
وثاني تلك الأهداف هو إعادة المصداقية الى وزارة الخارجية التي تم اقصاؤها من التعاطي مع الشرق الأوسط تحت عناوين واهية ومنها عسكرة الأوضاع وصعود الإرهابيين وتعرض محور المقاومة إلى التهديد.
وكان لافتًا ان الجنرال قاسم سليماني اعترف بكل تأكيد أن جواد ظريف هو المسؤول عن السياسة الخارجية وأنه محل ثقة المسؤولين الكبار للنظام.
ومن المتوقع أن وزارة الخارجية الإيرانية ستؤدي دورًا ناشطًا في السياسة الخارجية الإيراني تجاه دول المنطقة.
إقرأ أيضًا: ظريف يسترد مصداقية وزارة الخارجية
وأما الهدف الثالث هو تعبيد الطريق للحكومة لتمرير سياساتها وخاصة في تمرير لائحة فاتف وأخواتها التي تغلق الطريق أمام غسيل الأموال.
ومن الملفت جدًا أن الرئيس روحاني أكد اليوم على أنه يوافق ظريف في مآخذه على الأطراف الدخيلة في السياسة الخارجية.
ان روحاني رفض قبول استقالة وزير خارجيته وأعاده منتصرًا الى الحكومة وأقصى المتشددين الذين كانوا يحلمون بإسقاط الحكومة واحتلال محلها كحكومة طارئة عسكرية، أنهم عجزوا اليوم عن تحمل صدمة استقالة ظريف، فكيف يتمنون إسقاط الحكومة التي ليس جواد ظريف الا عضوا منها وفيها.