أبرزت تل أبيب، أن الموضوع الرئيسي في محادثات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موسكو كان الملف الإيراني، ثم العلاقات الثنائية، وتجاهل تماماً الموضوع الفلسطيني، في وقت نشر الروس بياناً عن جدول أبحاث اللقاء، ظهر فيه أن الأمر الأساسي هو العلاقات الثنائية بين البلدين، ومن ثم قضية السلام في الشرق الأوسط، وبعدها فقط الموضوع الإيراني في سوريا.
واعتبر الإسرائيليون هذا الاختلاف دليلاً على أن مضمون اللقاء ليس ذا أهمية؛ فهذا هو اللقاء الحادي عشر بين الرجلين منذ سنة 2015، ولن يأتي بجديد، وأن الهدف منه كان رغبة نتنياهو في إبراز علاقاته مع كبار زعماء العالم ضمن معركته الانتخابية أولاً، وضمن معركته القضائية في مواجهة قضايا الفساد ثانياً.
واستهل بيان مكتب نتنياهو عن اللقاء، بالتأكيد أن «العلاقة المباشرة بين الطرفين منعت احتكاكات بين الجيشين الروسي والإسرائيلي (في سوريا) وساهمت في أمن واستقرار المنطقة». وأن «التهديد الأكبر لاستقرار وأمن المنطقة وهو إيران والقوى التابعة لها؛ لذلك فإن إسرائيل مصممة على مواصلة العمل ضد محاولات إيران التموضع في سوريا».
واستهل نتنياهو بيانه لإبراز الدعوة التي وجهها للرئيس بوتين لحضور مراسم تدشين النصب التذكاري الذي سيقام في إسرائيل لتخليد ذكرى ضحايا حصار لنينغراد بصفة ضيف شرف، وتلبية الرئيس بوتين دعوته. وقال نتنياهو لبوتين: «يا سيادة الرئيس، لقد عددت 11 لقاءً عقد بيننا منذ سبتمبر (أيلول) 2015. إن العلاقة المباشرة بيننا تشكل بُعداً حيوياً ساهم في منع المخاطر والاحتكاكات بين كلا جيشينا، وكذلك في إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة. إن إيران وتوابعها تشكل الخطر الأكبر على الاستقرار والأمن في المنطقة. فنحن مصممون على مواصلة عملنا الحازم ضد محاولات إيران، التي تدعو إلى إبادتنا، التموضع عسكرياً في سوريا».
وقال نتنياهو، أمام بوتين من خلال بث مباشر للتلفزيون الإسرائيلي باللغة الروسية موجه للناخبين الإسرائيليين القادمين من روسيا: «العلاقات الثنائية المميزة التي تجمعنا، تحققت بفضل ما يزيد على مليون ناطق الروسية ممن قدموا مساهمة عظيمة لإسرائيل، وأصحبوا جزءاً منّا، وأدمجوا الثقافة الروسية ضمن الثقافة الإسرائيلية. وما عدا ذلك، فإن السياحة تحطم رقماً قياسياً بمجيء 400 ألف مواطن روسي لزيارة إسرائيل سنوياً، وزيارة نحو 200 ألف مواطن إسرائيلي لموسكو سنوياً. إنني أتشرف بأن أساهم قليلاً في هذه الإحصاءات. وبالطبع أريد التطرق لكافة الأمور الجيدة التي أنجزناها معاً، مثل اتفاقية المعاشات التقاعدية التي نطبق نسبة 96 في المائة منها (وهي التي تعني ضمان دفع معاشات التقاعد للروس المهاجرين إلى إسرائيل رغم تخليهم عم المواطنة الروسية)». وشكر نتنياهو بوتين على صداقته وعلى «الطريقة المباشرة والمكشوفة والحقيقية التي تدار فيها العلاقات بين روسيا وإسرائيل».
وكان نتنياهو قد نشر تصريحاً له في الصباح، قبيل اللقاء قائلاً، إن محور محادثاته مع بوتين سيكون منع التموضع الإيراني في سوريا، إضافة إلى تعزيز التنسيق الأمني بين الجيشين الروسي والإسرائيلي. وأشار إلى أن «اللقاء سيتناول جملة من القضايا، لكن منع التموضع الإيراني في سوريا سيكون محور هذه المحادثات.
فنحن نتكلم عن تموضع دولة تعلن بصورة لا تقبل التأويل أنها تبتغي إبادتنا.