رأى موقع "المونيتور" الأميركي أنّ إيران تسعى، عبر استضافتها الرئيس السوري بشار الأسد، في زيارة غير معلنة يوم الاثنين الفائت، إلى تعزيز دورها في سوريا.
في تقريره، اعتبر الموقع أنّ زيارة الأسد، وهي الأولى له منذ اندلاع النزاع قبل 8 سنوات، تتيح لإيران أن تؤكّد على تحالفها مع دمشق، وذلك في وقت يرزح فيه الرئيس السوري تحت ضغوطات متنامية لإبعاد سوريا عن إيران بهدف خفض مستوى التوترات مع البلدان المجاورة.
ولفت الموقع إلى أنّ المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني رحّبا بالأسد ترحيباً حاراً، مشيراً إلى أنّ هذا المشهد الذي يرمز إلى الوحدة يأتي في وقت تواجه فيه إيران وشريكاها في المفاوضات، روسيا وتركيا، توترات بشأن مستقبل سوريا.
وتابع الموقع بأنّ إيران، باستضافتها الأسد، بعثت رسالة إلى الولايات المتحدة الأميركية وتركيا تفيد فيها بأنّ طهران لن تتراجع ولن تستسلم في وجه التطورات و"التهديدات" الجديدة في سوريا.
وفيما بيّن الموقع أنّ روحاني أثنى خلال لقائه بالأسد على قمة سوتشي لـ"حفاظها على وحدة الأراضي السورية"، اعتبر أنّ خامنئي انتقد أنقرة بشكل علني لمحاولتها إنشاء منطقة آمنة على حدود سوريا الشمالية الشرقية، إذ تخلل اللقاء معه، وفقا للوكالة السورية الرسمية "سانا"، عرض "علاقات الأخوة الراسخة التي تجمع بين شعبي البلدين، بحيث تم التأكيد أن هذه العلاقات كانت العامل الرئيسي في صمود سوريا وإيران في وجه مخططات الدول المعادية التي تسعى إلى أضعاف البلدين وزعزعة استقرارهما ونشر الفوضى في المنطقة ككل".
إلى ذلك، قال الموقع إنّ إيران تختلف مع روسيا في ما يتعلق بجهود الأخيرة الرامية إلى تخفيف حدة التوترات مع إسرائيل في سوريا، مذكراً بأنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء في موسكو من أجل تخفيف خطر حصول مواجهة عرضية بين روسيا وإسرائيل في سوريا.
عن المرحلة اللاحقة، تحدّث الموقع عن إعلان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ترك 400 جندي في سوريا، حيث سيبقى بعضهم في قاعدة التنف الاستراتيجية على طول الحدود السورية-العراقية، ما من شأنه جعل التواصل المتين بين دمشق وبغداد مسألة صعبة، على حدّ تحليله.
يُشار إلى أنّ زيارة نتنياهو لبوتين تُعدّ الأولى بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية بصواريخ الدفاع الجوي السورية خلال قصف إسرائيلي واسع استهدف منطقة اللاذقية، وهو ما أدى إلى مقتل 15 جندياً روسياً.