منذ قرار المجلس الدستوري، بإبطال نيابة ديما جمالي، مع ابقاء المقعد شاغراً حتى اجراء إنتحابات نيابية فرعية بعد حوالي شهرين من القرار، تشهد مدينة طرابلس مشاورات مكثفة نحو الإستحقاق الإنتخابي، على الرغم من ترجيحات الأغلبية بإعادة انتخاب جمالي للمقعد ذاته، بسبب إجراء الإنتخابات وفقاً للقانون الإنتخابي الأكثري، والذي تميل كفة الفوز بموجبه نحو جمالي، نظراً لصعوبة تطبيق النسبية والصوت التفضيلي، على التنافس حول مقعد واحد.
ولكن رغم "الإرتياح المستقبلي"، لاشك ان المعركة الإنتخابية في طرابلس تأخذ طابعاً تنافسياً بين القوى السياسية السُنيّة، التي تنقسم ما بين 3 إلى 4 جبهات أو أكثر.
فأول الجبهات كانت لتيار "المستقبل" والذي بدأ تحضيراته الإنتخابية منذ السبت الماضي، مُعيداً ترشيح الجمالي، بعد ان اعتبر قرار المجلس الدستوري ضمن "الغدر السياسي"، في الوقت الذي ذكرت فيه المعلومات عن توجه عضو "كتلة المستقبل" محمد كبارة نحو الإستقالة وترشيح إبنه كريم، لكن سرعان ما أوضح كبارة أن هذه الخطوة مجرد فكرة قيد الدرس لا أكثر ولا أقل.
إقرأ أيضاً: ما مصير التعليم الرسمي اللبناني من حكومة إلى العمل؟
أما الجبهة المنافسة لتيار "المستقبل"، والتي يسعى أنصارها إلى الإستحواذ على المقعد، فهي جبهة حزب "الكرامة" والتي يترأسها النائب عمر فيصل كرامي، معلناً ترشيح طه ناجي، والذي كان قد اعترض على قرار المجلس الدستوري بإعادة إجراء الإنتخابات في طرابلس.
وبين جبهتي "المستقبل" و"الكرامة"، تتجه الأنظار نحو موقف رئيس تيار "العزم" الرئيس نجيب ميقاتي، والذي لم يحدد اتجاه تحالفه حتى الآن، في الوقت الذي تُشير فيه المعلومات إلى ميل ميقاتي نحو التحالف مع تيار "المستقبل"، بحيث تُشير فيه جميع المعطيات إلى أن تحالف الحريري وميقاتي سيحسم المعركة حتما لمصلحة جمالي، نظراً لما يشكل هذا التحالف من كتلتين انتخابيتين الأقوى والثقل الانتخابي الأكثري في طرابلس، ومع ذلك لازال ميقاتي متحفظاً عن إعلان موقفه النهائي من تحالفاته.
ومقابل موقف ميقاتي، لم يحدد اللواء أشرف ريفي بعد موقفه من الترشح في وجه تيار "المستقبل" وتيار "الكرامة"، مُصرحاً انه سيعلن عن موقفه لاحقاً، ولعل فترة الشهرين ستكون كفيلة بظهور المواقف قريباً، وإظهار ما تخفيه هذه المعركة الإنتخابية.