اعتقد ان كل ما يحكى عن وجود اجنحة داخل النظام الإيراني، ما هو الا فقاعات إعلامية مقصودة تهدف أولًا إلى إضفاء نوع من المشروعية الشعبية على النظام، ومن جهة أخرى تهدف إلى إظهار وجه "معتدل" حيث تقتضي الحاجة الى شراء المزيد من الوقت لتمرير عواصف يخشى من مواجهتها بوضوح.
الحاكم الفعلي والمقرر لكل شاردة وواردة إن على مستوى السياسة الخارجية لإيران، مرورًا باصغر تفصيل داخلي إنما هو حصرًا بيد الحرس الثوري لا غير، وكل هيكلية ما يسمى "بالدولة" من رئيس الجمهورية وصولًا إلى كل الوزارات لا تعدو أكثر من ديكور خارجي لا يسمن ولا يغني من جوع.
إقرأ أيضًا: كلمتان حول معاقبة نواف الموسوي
لم يعد بإستطاعة جواد ظريف لعب دور "القناع" لنظام يغرد بمكان آخر، وبنفس الوقت لم تعد تنطلي هذه الخدعة على العالم، فما العقوبات الأميركية وسياسة ترامب القاسية على إيران الا قول واضح أن اللعبة انتهت، وعلى النظام الإيراني الكشف عن وجهه الحقيقي.
فلا معنى بعد الآن لكل إمضاءات جواد ظريف، لا على الإتفاق النووي ولا على أي اتفاق مع الأوروبيين طالما أن النظام الحقيقي هو في مكان آخر.
جاءت زيارة بشار الأسد، بمرافقة قاسم سليماني والحفاوة الكبيرة التي تلقاها من المرشد، كمؤشر خطير على الخيارات الكبرى التي تسير فيها إيران بالمنطقة، وان المواجهة والتصادم مع الأميركي هي سمة المرحلة القادمة.
إقرأ أيضًا: بين بولا وحسن فضل الله
هذا اللقاء، جعل من ضحكة جواد ظريف والتي طبعت دبلوماسيته على مدى السنوات الماضية أقرب ما تكون إلى ضحكة حمقاء منها إلى أسلوب دبلوماسي، وصارت محل سخرية في المحافل الدولية وليست محل ترحيب (وهذا ما عبر عنه جواد نفسه)...
فما كان من جواد ظريف الا أن صرخ عبر وسائل التواصل الإجتماعي في وجه الولي الفقيه قائلًا: "إذهب أنت إلى مواجهة العالم، إنّا ها هنا مستقيلون".