صحيفة "لوفيغارو" وفي مقال بعنوان "الجزائريون يرفضون ترشح بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة"، قالت إن الشرطة الجزائرية فرقت أمس الأحد مسيرة جديدة عبّر المشاركون فيها عن رفضهم لمسعى الرئيس الجزائري لخوض سباق الرئاسة الذي يُنتظر أن يقوده الى تولي عهدة رئاسية جديدة رغم مرضه الذي أقعده على كرسي متحرّك منذ إصابته بجلطة دماغية في 2013.
ولاحظت اليومية الفرنسية أن احتجاجات يوم الأحد كانت أكثر تواضعا من تلك التي جرت يوم الجمعة في العاصمة الجزائر والتي ضمت أكثر من مائة ألف شخص، استجابة لدعوات صدرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما جرت احتجاجات في عدة مناطق أخرى من البلاد، شارك فيها ما يقرب من 800 ألف متظاهر في وهران وعنابة مرورا بمنطقة القبائل والمدن الجنوبية مثل ورقلة أو ادرار، وفقا لجمعيات حقوق الإنسان.
تعبئة لا نظير لها منذ نهاية الحرب الأهلية
الجزائريون أو معظمهم على الأقل، لا يختلفون على أن بوتفليقة هو صانع المصالحة، فقد استطاع تحقيق مصالحة وطنية بعد حرب أهلية بدأت في 1993 واستمرّت عشر سنوات.
ولكن مع الإعلان عن ترشحه رغم مرضه وتقدم سنه برزت في كل مكان في الجزائر جمل وتعابير- تقول "لوفيغارو" – مثل: "الجزائر أصبحت أضحوكة في الخارج" و "ليس لدينا أي شيء ضد بوتفليقة، ولكن عليه أن يترك السلطة" أو "تعبنا وسئمنا من الإذلال"، هذه التعابير – تشير الصحيفة - تبنّتها المعارضة مثل حركة "مواطنة" التي تأسست في حزيران/يونيو 2018، لمعارضة ولاية خامسة لبوتفليقة، ودعت الجزائريين الى الاحتجاج ورفض ترشح بوتفليقة.
"لوفيغارو" حاورت حسني عبيدي أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز الدراسات والأبحاث حول العالم العربي والمتوسط في جامعة جنيف، الذي اعتبر أن "الجزائريين يشعرون بالإهانة من قبل النظام"، فصحيح أنهم يحتفظون بذكرى مريرة عن العشرية السوداء، التي توجت بقانون الوئام المدني الذي يستخدمه النظام كورقة "ابتزاز" فإما انتخاب بوتفليقة أم الفوضى.
ولكن الأمور تغيرت اليوم، فجيل اليوم لم يعرف تلك الحقبة ولا يسكنه هذا الخوف، ثم أن الفزاعة- كما يضيف حسني عبيدي في حديثه للصحيفة- التي تقول إن الاحتجاجات قد تتحول الى فوضى كما آل اليه الوضع في سوريا، لا تقنع الجزائريين الذين يدركون أن النظام يبالغ ويستغل هذا التخويف. ولكن أستاذ العلوم السياسية يرى أن ما يحصل في الجزائر الآن ليس ربيعا عربيا، فكل مجتمع يجد طريقه للتغيير، وتوقع حسني عبيدي استمرار الاحتجاجات.
بوتفليقة: خامسة لا تمرّ
هكذا عنونت "ليبراسيون" في سياق تغطيتها للأحداث في الجزائر، مشيرة الى أنه من المقرر تنظيم مسيرات جديدة هذا الأسبوع ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
الصحيفة أشارت الى أن التلفزيونات الرسمية والخاصة الجزائرية لم تغط تظاهرات الجمعة التي فاجأت الجميع، وحدها الصحافة الإلكترونية وبعض الصحف المكتوبة فعلت ذلك، ورأت "ليبراسيون" أن تعبئة يوم الجمعة هزت "الماكينة" الإعلامية والسياسية في الجزائر، مشيرة الى استقالة مريم عبدو إحدى أبرز رؤساء تحرير القناة الثالثة الناطقة بالفرنسية في الإذاعة الجزائرية، من منصب رئيسة التحرير، احتجاجاً على عدم تغطية التظاهرات.
من جانبها صحيفة "لاكروا" رأت أن الغضب يتنامى في الجزائر ضد الولاية الخامسة للرئيس بوتفليقة، وقال مراسلها أمين قاضي إن النداء للتظاهر ضد ولاية جديدة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة لقي صدى مدويا في الجزائر، ووفقا لوزارة الداخلية تم سحب 189 ملف ترشح للانتخابات المزمع إجراؤها في 18 من أبريل.
أما صحيفة "لوباريزيان" فقد سلطت الضوء على رشيد نكاز، رجل الأعمال البالغ من العمر 47 عاما والمولود بفرنسا، وقالت عنه الصحيفة إن شخصيته تجذب الشباب الجزائري، مشيرة الى أن الشرطة الجزائرية أرغمت يوم السبت هذا المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية المعروف بنشاطه عبر مواقع التواصل الاجتماعي على مغادرة العاصمة بعد أن جمع المئات من مناصريه.